شهدت زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى مدينة نيويورك سلسلة من الأحداث التي حوّلتها من زيارة رسمية إلى مشهد مرتبك من الرفض والطرد، وسط تصاعد الغضب الشعبي من سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، خصوصًا تجاه الفلسطينيين.
بن غفير، الذي يُعد من أبرز رموز اليمين المتطرف في إسرائيل، واجه استقبالًا عدائيًا من قبل عدد من النشطاء والجاليات المختلفة في نيويورك، حيث اندلعت مظاهرات غاضبة أمام مكان إقامته وخلال محاولته زيارة أحد المعابد اليهودية، ما اضطره إلى مغادرة المكان على عجل تحت حماية أمنية مشددة.
وذكرت تقارير إعلامية أن بعض قادة المجتمع اليهودي في نيويورك رفضوا استقباله، معتبرين أن سياساته لا تمثلهم، وتتناقض مع القيم الإنسانية التي يؤمنون بها. كما أشار بعضهم إلى أن وجوده في المدينة يثير التوتر ويضر بصورة الجالية اليهودية الأمريكية.
الشارع الأمريكي بدوره لم يكن أكثر ترحيبًا، حيث انتشرت لافتات تدعو إلى طرده، وهتف المحتجون بشعارات تندد بالعنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ما جعل بن غفير يختصر زيارته ويتفادى الظهور العلني بشكل كبير.
الواقعة تعكس حجم الانقسام المتزايد داخل الجاليات اليهودية حول السياسات الإسرائيلية الحالية، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه حكومة نتنياهو في تسويق أذرعها السياسية المتشددة دوليًا، حتى بين حلفائها التقليديين.
وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تحسين صورتها في الغرب، تأتي مثل هذه الزيارات لتؤكد أن الرأي العام الدولي، وحتى اليهودي، لم يعد يغض الطرف عن الانتهاكات التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.