حذّر نائب وزير الخارجية اليمني، السفير مصطفى نعمان، في مقابلة حصرية مع شبكة “بي بي إس” الأمريكية، من أن الحملة الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، دون استراتيجية متكاملة أو تدخل بري داعم، قد تقود إلى أزمة أمنية وإنسانية كارثية في اليمن والمنطقة بأكملها.
وقال نعمان إن الحكومة اليمنية لا تملك معلومات كافية حول أهداف أو نتائج هذه الحملة، مشيرًا إلى أن غياب خطة سياسية واضحة من واشنطن، وضعف الاستراتيجية العسكرية، يفتح الباب أمام فراغ خطير قد تملؤه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو داعش.
وأكد أن الحكومة تطالب بدعم عسكري ولوجستي فعلي يمكّن قواتها من التصدي للحوثيين بفعالية، لكنها في الوقت الحالي تفتقر إلى الإمكانيات العسكرية اللازمة، كالمروحيات والدبابات والطائرات، وهو ما يجعل من أي وقف مفاجئ للغارات الأمريكية خطراً مضاعفاً.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن الصراع في اليمن لن يُحسم عبر الجو فقط، بل يتطلب دمجًا حقيقيًا بين العمل العسكري والاستراتيجيات السياسية الشاملة، إضافة إلى جهد دولي موحد لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي السياق ذاته، كشف نعمان أن إيران لا تقتصر على الدعم السياسي للحوثيين، بل تمدهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي تهدد البنية التحتية والمناطق المحررة، مؤكدًا أن القوات المناهضة للحوثيين لا تزال غير موحدة، والحكومة تعمل حاليًا على إنشاء غرفة عمليات لتوحيد الجهود الميدانية.
وعلى الصعيد الإنساني، لفت نعمان إلى أن تخفيضات التمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أسهمت في تقليص برامج الإغاثة من 9.5 مليون مستفيد إلى أقل من مليوني يمني، مع مخاوف من انهيار تلك البرامج كليًا قبل نهاية العام، مما ينذر بكارثة إنسانية ومجاعة واسعة النطاق.
وختم السفير نعمان حديثه بالتأكيد على أن السلام في اليمن لن يتحقق من خلال الغارات الجوية وحدها، بل يتطلب دعمًا دوليًا متوازنًا يشمل المساعدات الإنسانية، وتوحيد الجهود العسكرية، وصياغة استراتيجية سياسية تضمن إنهاء النزاع بشكل دائم.