آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-02:20ص
ملفات وتحقيقات
القصة الكاملة لفتح (طريق ثرة)..

شريان أبين المقطوع بين الإنسانية واللعبة السياسية!

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - 02:12 ص بتوقيت عدن
شريان أبين المقطوع  بين الإنسانية واللعبة السياسية!
تقرير (عدن الغد) محمد حسين الدباء:

تظاهرات ومسيرات وتحركات عسكرية شهدتها الساعات الماضية.. عاد ملف فتح طريق عقبة ثرة الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء إلى الواجهة مجدداً، بعد خطوات ميدانية وإعلانات متتالية من مختلف الأطراف، وسط ترقب شعبي واسع لإنهاء معاناة إنسانية مستمرة منذ نحو عشر سنوات، يقابلها شد وجذب سياسي وعسكري بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الحوثيين.

الحوثيون يعلنون فتح الطريق

في مطلع يوليو 2025، أعلنت جماعة الحوثي عبر وسائل إعلامها الرسمية فتح الطريق من جهة محافظة البيضاء، ووصفت الخطوة بأنها "إنسانية" تستهدف التخفيف عن المواطنين، وشارك في التدشين قيادات موالية للجماعة، بينهم مسؤولون محليون ووزراء في حكومتها بصنعاء.

المسؤولون الحوثيون أكدوا أن ما جرى يأتي "تنفيذاً لتوجيهات القيادة"، في خطوة تسويقية تسعى الجماعة من خلالها لإظهار نفسها كطرف يضع الاعتبارات الإنسانية فوق السياسية، رغم أن مراقبين ربطوا الخطوة بضغوط اقتصادية خانقة وحاجة الحوثيين لطرق برية بديلة بعد تعثر الموانئ.

الشرعية ترحّب وتتحرك فنياً

في المقابل، رحبت الحكومة الشرعية والسلطات المحلية في أبين بالخطوة، وأعلنت بدء الإجراءات الفنية والأمنية لفتح الطريق من الجهة الجنوبية، بحسب مصادر محلية في لودر أفادت أن لجاناً هندسية وأمنية بدأت بالفعل في إزالة الألغام ومخلفات الحرب، بدعم من قيادة محور أبين، والحكومة وصفت فتح الطريق بأنه "أولوية إنسانية"، مؤكدة أن العمل يتم بتنسيق مع مبادرة "الرايات البيضاء" التي تقود الجهود المجتمعية لإعادة تأهيل الطريق.

الانتقالي يتحفظ

على الضفة الأخرى، أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي تحفظاً واضحاً إزاء إعادة فتح عقبة ثرة دون ترتيبات أمنية صارمة، محذراً من أن الخطوة قد تشكل ثغرة يستغلها الحوثيون للتحرك عسكرياً نحو مناطق أبين.

مبادرة (الرايات البيضاء)

مبادرة "الرايات البيضاء"، التي تضم ناشطين وشخصيات اجتماعية من أبين والبيضاء، لعبت دور الوسيط في تقريب وجهات النظر. المبادرة أكدت أن هدفها "إنساني بحت"، يركز على إعادة فتح الطريق أمام المدنيين ووسائل النقل، بعيداً عن التجاذبات السياسية والعسكرية.. وأكد القائمون عليها أن الطريق سيظل ملفاً ضاغطاً على جميع الأطراف ما لم يتم تحييده عن الحسابات العسكرية.

تظاهرة لودر والتحرك العسكري

شهدت مدينة لودر بمحافظة أبين الساعات الماضية تظاهرة جماهيرية حاشدة أسفل عقبة ثرة، للمطالبة بفتح الطريق الرئيس الذي يربط المديرية بالمناطق المجاورة، المتظاهرون رفعوا لافتات تطالب بإعادة تأهيل الطريق الذي يعد شريانًا حيويًا للمنطقة، مؤكدين أن فتحه سيخفف من معاناتهم اليومية.

وبعد ساعات من التظاهرة، أفادت مصادر محلية بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى لودر، تضم أطقمًا ومدرعات، يُعتقد أن هذه التعزيزات تهدف إلى تأمين المنطقة ودعم جهود فتح الطريق، وسط مخاوف من استغلال الحوثيين للثغرات الأمنية.

المحللون يرون أن التظاهرة والتحركات العسكرية في لودر قد تكون مؤشرًا على تصعيد محتمل في المنطقة، خاصة في ظل التوترات القائمة بين الأطراف المختلفة. يبقى أن نتابع كيف ستتطور الأوضاع في الأيام المقبلة، وما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى فتح الطريق بشكل فعلي أم ستزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.