تشهد صنعاء ومدن يمنية تحت سيطرة الحوثيين أزمة وقود خانقة بسبب القصف الأميركي لميناء رأس عيسى النفطي. وأعلنت شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين، أول من الاثنين، أنها اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل محطاتها ومحطات وكلائها، بهدف إدارة المخزون المتاح حالياً. وقالت الشركة إن الإجراء مؤقت، إلى حين تمكن السفن من الرسو على الأرصفة واستئناف عمليات التفريغ في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد، والذي يتعرض لعدوان مستمر.
وأوضحت الشركة أن هذا الإجراء سببه "استمرار العدوان الأميركي الغاشم الذي استهدف منشآت الشركة الحيوية"، إذ تم استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في 17 إبريل/نيسان الماضي، ودُمرت جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن. وأضافت الشركة أن الاستهداف تجدد في 25 إبريل الماضي ما أدى إلى إخراج المنشآت عن الخدمة مجدداً، وتضررت سفينة نقل البنزين "سفن بيرلس" وأصيب ثلاثة من طاقمها يحملون الجنسية الروسية.
وأدت هذه الأزمة إلى شلل تام في الحركة تسود المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين حيث بدت شوارع صنعاء شبه خالية من حركة السيارات والمركبات وسط قلق بالغ في أوساط المواطنين من سريان أزمة خانقة في الوقود تعيدهم للوضع الذي كان سائداً قبل نحو ستة أعوام.
ورصد "العربي الجديد" إغلاقا تاما لكافة محطات تعبئة الوقود في صنعاء منذ صباح الاثنين 5 مايو/أيار بشكل مفاجئ، وذلك بعد بيان صادر مساء الأحد الماضي من قبل شركة النفط العامة في العاصمة اليمنية أكدت فيه عدم وجود أزمة في الوقود حيث كانت السيارات والمركبات قد بدأت الاصطفاف في طوابير أمام محطات التعبئة، الأمر الذي جعلها تراجع عملها وهو ما تمت ملاحظته صباح اليوم التالي.
في السياق، أكد مواطنون أن السوق السوداء بدأت استغلال هذا الوضع بعد إغلاق محطات التعبئة. وقال المواطن عماد القباطي، سائق سيارة، لـ"العربي الجديد"، إنه اضطر بعد نفاد البنزين في مركبته للّجوء إلى السوق السوداء التي تبيع اللتر الواحد بمبلغ 2000 ريال (الدولار = نحو 535 ريالا)، حيث اكتفى بتعبئة 20 لتراً من البنزين، في حين لم يغامر صلاح العريقي، كما فعل القباطي مضطراً، مشيراً إلى أنه ركن سيارته في البيت وفضل الانتظار حتى عودة محطات التعبئة كما وعدت شركة النفط المواطنين بتوفر المشتقات النفطية.
وحسب خبراء، فإن تركيز العدوان الأميركي على رأس عيسى في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في الساحل الغربي لليمن، كان الهدف منه تعطيل الميناء الذي يستقبل السفن المحملة بالوقود المستورد عبر ميناء الحديدة.
الخبير الملاحي يوسف الرماح، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن ميناء رأس عيسى شهد أعمال تطوير وتوسعة من قبل سلطة صنعاء التي تستورد عبره المشتقات النفطية حيث يغطي الوقود المستورد احتياجات النسبة الأكبر من سكان اليمن. الجدير بالذكر أن أزمة الوقود تطاول مناطق إدارة الحكومة المعترف بها دولياً وتتركز في محطات توليد الطاقة الكهربائية حيث تشهد عدن ومحافظات أخرى أزمة كهرباء خانقة بسبب نفاد الديزل الخاص بتشغيل المحطات منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يومياً.