شهدت قاعة قصر العرب بمدينة عدن، صباح اليوم، فعالية جماهيرية حاشدة لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المناضل الجنوبي الكبير أمين صالح محمد، أحد أبرز قادة ومهندسي الثورة الجنوبية، بحضور لافت لقيادات سياسية ونضالية واجتماعية، وشخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب جمع غفير من المواطنين ورفاق درب الفقيد.
استُهلّت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، قبل أن يُلقي الأستاذ ضياء المحورق كلمة اللجنة التحضيرية، مرحّبًا بالحضور ومؤكدًا أن الذكرى الرابعة لرحيل أمين صالح هي محطة لتجديد العهد لرجل أفنى حياته في خدمة القضية الجنوبية. وقال المحورق: "إن إحياء ذكرى العظماء والمفكرين والمناضلين كأمين صالح يمثل طاقة إيجابية تبعث في الأجيال روح الانتماء للوطن، والاستعداد للتضحية من أجله، وتحفّزهم على الإسهام في بنائه وتطوره ومواكبة متغيرات العالم الحديث."
نجل الفقيد، مصطفى أمين صالح، ألقى كلمة باسم الأسرة، عبّر فيها عن شكر العائلة لكل من حضر وساهم في تنظيم الفعالية، مؤكدًا أن رحيل والده لم يكن نهاية لمشروعه النضالي، بل بداية لمسؤولية مواصلة مشواره التحرري. ودعا إلى تقييم الواقع الجنوبي وتوحيد الصفوف، مشددًا على أهمية إصلاح مؤسسات المجلس الانتقالي والانطلاق نحو مشروع اقتصادي وتنموي يخدم المواطن.
وفي كلمته، أشاد الأستاذ علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية، بالفقيد، معتبرًا إياه من المؤسسين الأوائل للمجلس الانتقالي كفكرة وكيان سياسي حامل لقضية شعب الجنوب. وأكد أن أمين صالح كان نموذجًا في الحكمة والاتزان والحرص على الحوار والتآلف وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، التي تُعد الأساس في معركة الاستقلال واستعادة الدولة.
القاضي صلاح راشد، أحد رفاق الفقيد، استعرض في كلمته مآثر الفقيد وسيرته النضالية الغنية بالعطاء، مؤكدًا أنه نذر حياته للقضية الوطنية، وكان من أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي، كما ترأس اللجنة التحضيرية العليا لفعالية إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017.
وتخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن حياة الفقيد، إلى جانب معرض صور وثّق مراحل نضاله، ومشاركاته في أبرز محطات الحراك الجنوبي.
وكان مسك الختام إعلان إشهار "منتدى الأمين الصالح للتسامح والتصالح"، كمبادرة وطنية تهدف إلى ترسيخ قيم التصالح والحوار وتعزيز اللحمة المجتمعية الجنوبية، وذلك استلهامًا من نهج الفقيد ومسيرته الوحدوية. ويُعد المنتدى منصة فكرية واجتماعية مستقلة تسعى إلى دعم جهود السلام الداخلي، وفتح قنوات التواصل بين مكونات المجتمع الجنوبي بمختلف أطيافه، وتكريس ثقافة قبول الآخر والعمل المشترك.
شهدت الفعالية حضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، من بينهم الأستاذ فضل الجعدي، الأمين العام للمجلس، والأستاذ علي هيثم الغريب، والمحامي يحيى غالب الشعيبي، والأستاذ عوض بن عوض الصلاحي، والدكتور صلاح الشوبجي مدير عام مديرية البريقة، إلى جانب قيادات حكومية ومحلية، وجمع من محبي الفقيد.
وفي الختام، جددت أسرة الفقيد شكرها لكل من ساهم في تنظيم الفعالية، من لجان تنظيمية، وإعلاميين، وأطقم أمنية، مؤكدة التزامها بمواصلة الطريق الذي رسم ملامحه الفقيد من أجل جنوب حرّ وعادل.
