في موقف عربي موحّد، حملت الجمهورية اليمنية راية الصوت العربي داخل أروقة الأمم المتحدة، مجددة التأكيد على تمسّك الدول العربية بالحلول السلمية، ورفضها التام للاحتلال والتدخلات الخارجية، ومطالبتها بإصلاح عميق وشامل لهياكل النظام الدولي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير عبدالله السعدي، المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، باسم المجموعة العربية، في الجلسة الرسمية للجمعية العامة التي عُقدت بمناسبة الذكرى الـ80 لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد السفير السعدي في كلمته أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية يمثّل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، ومصدرًا دائمًا لغياب الاستقرار الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن تقاعس المجتمع الدولي عن إنهاء أطول احتلال في التاريخ المعاصر يُعد عارًا على جبين الإنسانية والمنظمة الأممية.
وجدد دعم العرب الكامل لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي خطوة تعكس التحرّك العربي لتغيير المعادلة الدولية، دعا السفير السعدي إلى إصلاح شامل وعاجل لمنظومة الأمم المتحدة، وبالأخص مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا على مطلب عربي ثابت بتمثيل دائم للدول العربية يتضمن حق النقض (الفيتو) في أي توسعة مقبلة، نظراً لتأثير غالبية ملفات المجلس على القضايا العربية المحورية.
وشدد السعدي على ضرورة تحقيق تمثيل عربي عادل في المقاعد غير الدائمة، استنادًا إلى عدد الدول العربية، كثافتها السكانية، ودورها الفاعل في حفظ السلم والأمن العالمي.
وفي سياق متصل، جدّد البيان العربي رفضه القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الدول، مؤكدًا على احترام السيادة الوطنية، والخصوصيات الثقافية والدينية، وضرورة حماية المدنيين وفق القانون الدولي، داعيًا الأمم المتحدة إلى الانتقال من الشعارات إلى خطوات عملية قائمة على العدالة والإنصاف.
كما رحّب السعدي بمبادرات الأمين العام للأمم المتحدة لإصلاح النظام المالي العالمي، مشددًا على أهمية تفعيل آليات التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، لمساعدة الدول النامية على مواجهة تحديات كبرى مثل تغيّر المناخ، الأوبئة، أزمات الغذاء والطاقة، والتطرف العنيف.
وفي ختام كلمته، عبّر السفير السعدي عن تمسّك الدول العربية بنهج التعددية والدور المركزي للأمم المتحدة، مجددًا دعم المجموعة العربية للأمين العام أنطونيو غوتيريش في جهوده الرامية إلى إحياء العمل الدولي المشترك وتعزيز دور المنظمة الأممية على أسس أكثر عدالة وإنصافًا.