آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-12:12ص
أخبار وتقارير

مشاهد درامية ودموع ودماء.. ماذا يجري في عاشوراء لدى الشيعة؟

السبت - 05 يوليو 2025 - 06:36 م بتوقيت عدن
مشاهد درامية ودموع ودماء.. ماذا يجري في عاشوراء لدى الشيعة؟
عدن الغد – خاص

يحيي الشيعة في مختلف أنحاء العالم، اليوم السبت، ذكرى عاشوراء، الذي يصادف العاشر من محرّم 1447 هـ، وهو اليوم الذي قُتل فيه الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء عام 680 ميلادية. ويُعد هذا اليوم ذروة موسم الحزن في الطقوس الشيعية، إذ يُستحضر خلاله الإمام الحسين كرمز للثورة على الظلم والتضحية من أجل العدالة.


منذ دخول شهر محرّم، تبدأ ملامح الحداد بالظهور، حيث تُرفع الرايات السوداء على المباني والمساجد والحسينيات، وتُقام المجالس الحسينية التي يُتلى فيها سرد تفصيلي لواقعة كربلاء، مترافقة مع لطميات حزينة وهتافات جماعية تردّد اسم الحسين في مشهد تعبيري يختلط فيه الدين بالعاطفة الجماعية.


وتتنوع الطقوس من منطقة لأخرى، لكن أبرزها مواكب العزاء واللطم، حيث يشارك آلاف الرجال في مسيرات جماعية يضربون فيها صدورهم على وقع القصائد الحزينة. كما تشهد بعض الدول مثل العراق وإيران ولبنان وباكستان وأفغانستان طقوسًا مثيرة للجدل، أبرزها "التطبير"، وهي ممارسة يضرب فيها المشاركون رؤوسهم بالسيوف أو أدوات حادة حتى تسيل الدماء، تعبيرًا عن الحزن والتضامن مع مصاب الحسين.


ورغم استمرار التطبير في بعض المجتمعات، تواجه هذه الممارسة انتقادات متزايدة من مرجعيات دينية بارزة، مثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني، الذي دعا إلى تجنّب ما قد يسيء لصورة المذهب أو يُضعف رسالته الإصلاحية، من دون أن يُصدر فتوى صريحة بتحريمه.


في المقابل، برزت مبادرات بديلة تدعو إلى إحياء ذكرى عاشوراء بوسائل إنسانية، مثل التبرع بالدم، وهو ما بات يحظى بتأييد متزايد في بلدان مثل العراق ولبنان.


وفي جانب آخر من الطقوس، تقام في إيران وبعض مناطق الخليج والعراق عروض مسرحية تُعرف بـ"التعزية" أو "الشبيه"، تُجسد أحداث معركة كربلاء بشكل درامي حيّ. يرتدي المشاركون أزياء تمثّل شخصيات المعركة، وتُعاد الواقعة وسط حضور شعبي كبير وبكاء جماعي، في محاولة لترسيخ القصة الحسينية في الوجدان العام.


ولا يقتصر يوم عاشوراء على الطقوس الدينية، بل يحمل بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا، حيث تُوزّع فيه الأطعمة والماء مجانًا، وتُنظّم حملات تطوعية، يشارك فيها آلاف الشباب في أعمال التنظيم والخدمة وحتى التبرع بالدم، ما يعكس الأبعاد المجتمعية والروحية لهذا الحدث.


وتوضح الباحثة في الدراسات الإسلامية، ريشا خنّا، أن عاشوراء تحوّل إلى "حدث رمزي شامل يجمع بين الهوية الدينية والسياسية والاجتماعية للشيعة، ويُجسّد في الوقت ذاته مشاعر المظلومية والإصرار على التحدي".


ومع حلول عاشوراء لهذا العام، تتجدد مراسم الحداد والمواكب الحسينية في مختلف الدول، في مشهد سنوي تتقاطع فيه الطقوس والمشاعر، وتتكرس فيه رمزية كربلاء كملحمة للعدل والتضحية في الوعي الشيعي.