بقلوب يعتصرها الحزن وعيون يبللها الدمع نودع اليوم رجلا من رجال التربية والإيمان نودع الأستاذ الفاضل الشيخ المربي والهامة التي نهلت منها أجيال مودية… الاستاذ عبدالله مشدود الذي ودع دنيانا إلى دار البقاء.
رحل من كان للعلم عنوانا وللأدب قاموسا وللسيرة النبوية حديثا حيا متجددا في قلوب تلاميذه.
رحل صاحب الكلمة الصادقة والموقف الثابت والابتسامة التي لا تخونها النية ولا يغيب عنها الأمل.
كان صريحا لا يوارب شديدا في قول الحق نقيا في سريرته عفيفا في دنياه زاهدا في زخرفها متطلعا دوما لما عند الله.
وفي أيامه الأخيرة لم يكن له جليس إلا القرآن والسنة وكأن قلبه قد علم بقرب اللقاء فاستأنس بأحب ما يقربه من ربه.
أحبه الصغير والكبير لم يشعرنا يوما بفارق السن أو المقام بل عاملنا كأبنائه وعلمنا بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالبأس ولا الغلظة.
برحيله تفقد مودية أحد أعمدتها وتبكيه مدارسها ومساجدها وأحياؤها...
لكن عزاءنا أنه غادر تاركا إرثا من الأخلاق والعلم وسيرة طيبة تفوح بعطر النقاء.
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ويجزيه عنا خير الجزاء ويجعل ما قدمه من علم وتربية في ميزان حسناته،
وأن يسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.
وداعا يا شيخنا الجليل... وداعا يا أستاذنا مشدود.
ناصر عشال
