آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-11:47م
وفيات

رثاء الفقيد الشيخ العميد مسعود علي راجح

الأحد - 06 يوليو 2025 - 07:17 م بتوقيت عدن
رثاء الفقيد الشيخ العميد مسعود علي راجح
ابين (عدن الغد) خاص

بقلم / عبد العزيز محمد الحمزة

وكيل محافظة أبين



---


الموتُ حق، والفقدُ وجعٌ لا يُشفى منه القلب، وإن لبس ثوب الصبر ورضي بقضاء الله. وفي رحيل الشيخ العميد مسعود علي راجح، لا نرثي شخصًا فقط، بل نودّع قامة وطنية وإنسانية وأخلاقية شامخة، وأحد الرجال الذين عُرفوا بثباتهم في المواقف، ونُبلهم في التعامل، وصدقهم في القول والعمل.


غادرنا الفقيد الكبير في يومٍ حزين، بعد أن ختم آخر أيامه كما عاشها دومًا: في طاعةٍ وسكينةٍ، وبعد أن أدى صلاة العشاء في بيتٍ من بيوت الله، مودّعًا الدنيا كما يليق برجال الله المخلصين، الذين كانت المساجد بيوتهم، والحق دربهم، والخير طريقهم الذي لا يحيدون عنه.


لقد كان الشيخ مسعود علي راجح شخصية استثنائية بكل المقاييس، جمع بين المسؤولية الأمنية الحازمة والمروءة الأخلاقية الرحيمة. تقلّد مناصب أمنية متعددة، من مدير لجمارك مكيراس، إلى مدير لأمن باتيس، ثم الكود، ثم خنفر، وكان فيها جميعًا رجلًا للدولة والمجتمع، حافظًا للأمن، ساعيًا للعدل، ناصرًا للمظلوم، وحائط صدٍّ أمام الفوضى والعبث.


ولم يكن في مواقع السلطة جبّارًا، بل كان رحيمًا بعباد الله، خادمًا للمصلحة العامة، منصِفًا عند الخصومة، مصلحًا بين القبائل، وباذلًا بسخاء لكل من لجأ إليه أو طلب عونه. ومن مآثره الخالدة، والتي ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال، تنازله عن أرضه الزراعية ليمرّ فيها طريق لقريه مجاورة، وكان بإمكانه أن يمانع، أو يعترض، لكنه اختار - كعادته - أن يقدم المصلحة العامة على حقه الشخصي، في موقف نبيل قلّما نجده إلا عند الرجال الكبار.


كان الفقيد رجل دين وخلق، صاحب هيبة تليق بالشرفاء، وصوت حقٍّ لا يعرف المداهنة، عُرف بالبساطة والتواضع، وبحكمة الشيوخ، وحرص الآباء، وغيرة الوطنيين على أرضهم وناسهم. عاش للناس، لا لنفسه، وكان نافعًا لهم في حياته، وسيبقى ذكره حيًا فيهم بعد رحيله.


إننا في هذا المصاب الجلل، إذ نحتسبه عند الله، نسأل الله أن يكرمه بما يستحق، وأن يرفعه درجات، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، جزاءً لما قدّم من خير، وما بذل من عطاء، وما خطّت يداه من صفحات بيضاء في سجل التاريخ والمروءة.

ونتقدّم بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى آل مسعود المشائخ، وإلى آل عبدالله بن شاخ خصوصًا، وإلى آل راجح عامّة، لأبنائه الكرام راجح، وماجد، وسامح، عبدالله، و أحمد، ولإخوانه: عبدالله، وخالد، وصالح، سائلًا المولى عز وجل أن يلهمهم جميعًا الصبر والسلوان، وأن يربط على قلوبهم، وأن يعوّضهم خيرًا في مصابهم الجلل.


رحمك الله يا أبا راجح، وجعل الفردوس الأعلى مثواك،

وإنا لله وإنا إليه راجعون.