آخر تحديث :الإثنين-14 يوليو 2025-08:17م
عالم المرأة والأسرة

الصراخ في وجه طفلك ليس "تربية".. 9 عواقب نفسية وصحية تُلازمه مدى الحياة

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 02:33 م بتوقيت عدن
الصراخ في وجه طفلك ليس "تربية".. 9 عواقب نفسية وصحية تُلازمه مدى الحياة
عدن الغد – خاص

في لحظات التوتر والإرهاق، قد تفقد الأم أو الأب السيطرة على أعصابهما، ويلجآن إلى الصراخ كوسيلة سريعة لتأديب الطفل أو فرض النظام، لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذا السلوك، رغم أنه شائع، قد يخلّف آثارًا نفسية وصحية خطيرة تمتد مع الطفل حتى مرحلة البلوغ. وفقًا لما أورده موقع "raisingchildren"، فإن الأطفال الذين يتعرضون للصراخ المتكرر لا يصبحون أكثر طاعة، بل غالبًا ما يُفعّل الصراخ مراكز الدفاع والخوف في أدمغتهم، مما يجعلهم يقاومون أو يهربون بدلًا من الاستجابة.


ويشير الخبراء إلى أن هذا السلوك يترك أثرًا عميقًا في نفوس الأطفال، ويشبه في نتائجه التعرض للتنمر أو الإيذاء العاطفي، حيث تبدأ العواقب برفض الطفل الاستماع لوالديه، وتدهور احترامه لذاته، ووصولًا إلى مشاعر مستمرة بانعدام القيمة والحب.


من أبرز ما قد يسببه الصراخ المتكرر: توتر العلاقة بين الطفل ووالديه، حيث يشعر الطفل بالخوف الدائم وفقدان الثقة في محيطه، ما يؤدي لاحقًا إلى ضعف قدرته على بناء علاقات صحية ومستقرة في حياته المستقبلية.


كما قد يُصاب الطفل بالاكتئاب والقلق، إذ كشفت دراسة أن المراهقين الذين تعرضوا للصراخ في سن مبكرة أظهروا لاحقًا أعراضًا اكتئابية واضحة، فضلًا عن زيادة احتمالات الانطواء وصعوبة مشاركة المشاعر، أو حتى إيذاء النفس.


ولا تتوقف العواقب عند الجانب النفسي، بل تمتد لتؤثر على الصحة الجسدية. فالتعرض المتكرر للتوتر الناتج عن الصراخ يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، مما يضعف الجهاز المناعي، ويجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل القلب والربو والسرطان وأمراض المناعة الذاتية في مراحل متقدمة من حياته.


ومن النتائج الخطيرة أيضًا، انخفاض احترام الطفل لوالديه، وبناء سلوك عدواني قد يظهر لاحقًا في تعامله مع الآخرين، حيث يبدأ في تقليد الطريقة التي عومل بها، معتقدًا أن الصراخ أو الإساءة اللفظية وسيلة طبيعية لحل الخلافات.


كما ينعكس هذا السلوك على ثقته بنفسه، خاصة إذا تضمن الصراخ كلمات مهينة أو جارحة، مما يدفعه إلى التشكيك في قدراته ويجعله أكثر عرضة للقلق والإحباط.


ويحذر الخبراء من أن الصراخ قد يسبب للطفل صدمة نفسية طويلة الأمد، تؤثر على توازنه العاطفي والاجتماعي، وتستمر آثارها لسنوات. وفي حال تكرار هذا السلوك، قد يصبح الطفل منعزلًا، خائفًا من التعبير عن مشاعره، وغير قادر على بناء جسور تواصل آمنة مع من حوله.


ولتفادي هذه الآثار، ينصح الأخصائيون الآباء بالتراجع فورًا عن الصراخ، وبدلًا منه استخدام الحوار الهادئ، والاعتذار عند الخطأ، واحتضان الطفل والتعبير عن الحب والاهتمام، إذ أن التربية الفعّالة لا تحتاج إلى الصوت العالي، بل إلى قلب صبور وعقل متفهم.