كشف تحليل صادر عن مؤسسة Middle East Forum الأمريكية أن القضاء على تهديد جماعة الحوثي في اليمن لا يمكن تحقيقه من خلال الضربات الجوية التقليدية أو الردع المحدود، بل يتطلب تحوّلاً جذريًا في الاستراتيجية العسكرية.
واعتبر التحليل أن جماعة الحوثي أثبتت قدرة لافتة على "امتصاص الضرر والتجدد"، في وقتٍ لم تُجدِ فيه الحملة الجوية الأمريكية سوى في إلحاق أضرار مؤقتة دون تحييد الخطر بشكل نهائي.
وبحسب التقرير، فإن الغارات التي استهدفت الحوثيين، رغم كلفتها الباهظة التي وصلت إلى مليارات الدولارات، لم تُنهِ التهديد المستمر الذي بات يشكل خطرًا إقليميًا يتجاوز اليمن، خصوصًا بعد استهدافهم لسفينتين في البحر الأحمر مؤخرًا.
الدرس من أوكرانيا
استعرض التحليل تجربة أوكرانيا في مواجهة الترسانة الروسية، معتبرًا أن الاستراتيجية الفعالة تكمن في استخدام "أساطيل من الطائرات المسيّرة الرخيصة"، حيث تمكنت العشرات من الطائرات الصغيرة، التي لا تتجاوز كلفة الواحدة منها ألف دولار، من تدمير دبابات روسية تكلف ملايين الدولارات.
وأكد التقرير أن "التفاوت في التكلفة بين الطائرة المسيّرة والهدف العسكري يجعل من هذا النوع من الحروب رهانًا ناجحًا"، لافتًا إلى أن "المنصات القابلة للتدمير" باتت تسيطر على ساحات المعارك الحديثة.
استنزاف جوي لا ردع مؤقت
واقترح التحليل أن الحل الأمثل للتعامل مع الحوثيين هو "إطلاق حملة استنزاف جوي واسعة النطاق باستخدام طائرات مسيرة منخفضة الكلفة"، مشددًا على ضرورة إغراق الأجواء اليمنية بهذه الطائرات، بشكل يُعطّل قدرات الجماعة ويمنعها من إعادة التموضع أو شن هجمات جديدة.
وختمت المؤسسة تحذيرها من الاكتفاء بردود محدودة، مؤكدة أن الحوثيين أظهروا مرونة ميدانية تفوق تلك التي تمتلكها حركات أخرى مدعومة من إيران، مثل حماس وحزب الله، وهو ما يستدعي نمطًا جديدًا من التفكير العسكري والاستراتيجي.