أعلنت أكثر من 50 ألف مقاتل من العشائر العربية البدوية في سوريا النفير العام، تلبية لنداء مؤازرة العشائر في محافظة السويداء جنوبي البلاد، وسط تصاعد حاد في وتيرة الاشتباكات مع مجموعات درزية محلية.
وشاركت 41 قبيلة عربية في إعلان النفير، تمثل ما يزيد عن 70% من سكان سوريا، في موقف يعكس وحدة الموقف القبلي تجاه ما وصفوه بالتصعيد الخطير في السويداء. وفي لفتة رمزية ذات دلالات قوية، أقدمت القبائل على سكب القهوة وتحريم شربها حتى تحقيق "النصر وعودة السويداء إلى كنف الدولة".
من جانبها، اتهمت الرئاسة السورية فصائل درزية في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بموجبه سحب القوات الحكومية، مؤكدة استعداد الجيش لإعادة الانتشار بهدف احتواء المواجهات.
بالتزامن، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن جاهزة للانتشار في المدينة، في ظل تزايد حدة الاشتباكات التي وصلت إلى دوار العنقود، أحد النقاط الحيوية في ريف السويداء.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية بأن الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ عقل الطائفة الدرزية، وجّه نداءً لدمشق مطالبًا بإرسال قوات لفض النزاع المتصاعد، بينما تطالب إسرائيل بانسحاب القوات السورية من الجنوب، محذّرة من أي تحركات قد تعزز الوجود العسكري قرب الحدود.
وتشهد السويداء توترًا غير مسبوق بين العشائر العربية والدروز، ما يهدد بإشعال موجة جديدة من الاضطرابات في الجنوب السوري، في ظل غموض الموقف الدولي وتضارب المواقف الإقليمية حيال تطورات المشهد.
