في كل أسبوع، كما عوّدناكم، نفتح نافذتنا على عالم من العطاء والإلهام، ونلتقي بنجوم في مجالات متعددة صنعوا بصمتهم بهدوء، وتركوا أثرًا لا يُمحى في قلوب المجتمع. ضيفتنا لهذا الأسبوع ليست مذيعة عادية، بل صوت الصامتين، وملهمة فئة ذوي الهمم، حيث أضاءت طريقهم بالإشارة والكلمة والموقف الصادق. إنها منى جلال باشراحيل، المذيعة المتخصصة في لغة الإشارة، والتي قدّمت نموذجًا فريدًا في الإعلام الإنساني من خلال برامجها الموجهة للصم والبكم.
في هذا الحوار الخاص مع صحيفة "عدن الغد"، نقترب من ملامح تجربتها، نتعرف على بدايتها، ونسلط الضوء على طموحاتها ورسالتها في عالم ما زال بحاجة إلى من ينصت للفئات المهمشة.
س1: عرفينا باسمك وبدايتك في مجال تقديم البرامج؟
ج1: أنا منى جلال باشراحيل، بدأت مشواري الإعلامي في عام 2022 كمترجمة للنشرة الرئيسية بلغة الإشارة، ثم في عام 2024 طُرحت عليّ فكرة إعداد برنامج خاص لفئة ذوي الهمم عبر إذاعة "هنا عدن". كان الأستاذ غسان صلاح، مدير الإذاعة، هو من رشّحني لتقديم البرنامج، وبعد تجربة "بروفة" ناجحة بدأت رسميًا تقديمه.
س2: ما الإنجازات التي حققتِها في هذا المجال؟ وما الأهداف التي ما زلت تسعين لتحقيقها؟
ج2: من أهم إنجازاتي أن المجتمع بدأ يهتم أكثر بفئة ذوي الهمم، كما ساهمت من خلال برامجي في نشر مفهوم الدمج والمشاركة المجتمعية. أصبح لدى الصمّ وعي أكبر بالعالم من حولهم، وشاركت في مبادرات مثل مسابقة "أعرفها" في رمضان. أما طموحي الذي لم يتحقق بعد فهو أن أُعدّ مناهج تعليمية خاصة للصم بلغة الإشارة عبر رسوم متحركة وأفلام تعليمية.
س3: ما أبرز الصعوبات التي واجهتكِ في مسيرتك؟
ج3: التحدي الأكبر كان في اختيار مواضيع حلقات البرنامج؛ أحرص دائمًا على أن تكون جديدة وغير تقليدية. أيضًا، أعاني أحيانًا من انخفاض نبرة صوتي، وأسعى دائمًا إلى تحسينه والتدريب عليه ليكون مناسبًا للإلقاء الإذاعي.
س4: ما نوعية البرامج التي ترغبين في تقديمها مستقبلاً؟
ج4: لدي شغف بالبرامج الثقافية والتوثيقية والتاريخية، وأشعر بأن هذا النوع من البرامج يعكس ميولي ويجعلني أُقدّم محتوى أكثر فائدة وعمقًا للمجتمع.
س5: هل هناك أعمال جديدة قادمة؟
ج5: حاليًا لا توجد مشاريع جديدة في الأفق، ولكنني أستعد دائمًا لأي فرصة جديدة تسهم في خدمة هذه الفئة الغالية.
س6: ما هي رسالتك للمجتمع؟
ج6: رسالتي بسيطة ولكنها مهمة: ركّزوا على أنفسكم، تعرفوا على مواهبكم، اسألوا أنفسكم: ماذا تحبون؟ ماذا تميلون إليه؟ ثم اعملوا على تطوير ذلك بكل حب واجتهاد. لكل شخص بصمته إذا ما قرر أن يترك أثرًا.
في الختام، تتوجه الزميلة منى باشراحيل بالشكر إلى الأستاذ محمد وحيد على هذه الاستضافة، مؤكدة أن مثل هذه اللقاءات تفتح المجال لمزيد من الدعم والاهتمام بفئات تستحق أن نُسلط عليها الضوء.