آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-05:21م
دولية وعالمية

وقف شامل لإطلاق النار في السويداء بوساطة إقليمية بعد سقوط 700 قتيل و80 ألف نازح

السبت - 19 يوليو 2025 - 12:22 م بتوقيت عدن
وقف شامل لإطلاق النار في السويداء بوساطة إقليمية بعد سقوط 700 قتيل و80 ألف نازح
BBC

أعلنت الرئاسة السورية، اليوم السبت 18 يوليو/تموز 2025، وقفًا فوريًا وشاملًا لإطلاق النار في محافظة السويداء جنوب البلاد، في أعقاب اشتباكات دامية أودت بحياة 718 شخصًا وأجبرت نحو 80 ألفًا على النزوح، وفق إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.


القرار جاء بالتزامن مع اتفاق مماثل بين سوريا وإسرائيل، بوساطة أردنية وتركية ورعاية أمريكية، في محاولة لاحتواء التصعيد الذي كاد يجرّ المنطقة إلى فوضى أوسع.


وقال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن "الدولة تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم التدخلات الخارجية، إلا أن الغارات الإسرائيلية على دمشق والجنوب كانت بمثابة تهديد مباشر لاستقرار البلاد".


وأضاف الشرع أن انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق أدى إلى هجمات انتقامية من فصائل درزية ضد العشائر البدوية، ما تسبب في موجة من العنف المتبادل والانتهاكات، مؤكداً أن "الدولة وقفت دائمًا إلى جانب السويداء لكنها لن تقبل أن تكون ورقة في صراعات الخارج".


وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأن قوى الأمن بدأت الانتشار في السويداء ضمن مهمة وطنية هدفها الأساسي حماية المدنيين ووقف الفوضى.


وفي بيان على منصة "إكس"، أكد السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، التوصل إلى اتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، بدعم من الأردن وتركيا، داعيًا جميع مكونات المجتمع السوري من دروز وبدو وسنة إلى "إلقاء السلاح والعمل على بناء هوية وطنية موحدة".


من جهتها، رحبت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية بوقف إطلاق النار، داعية إلى العودة لصوت العقل وإنهاء الاقتتال، مشددة على أن "الجبل كان وسيبقى ملاذًا لكل مظلوم".


ووفق المرصد السوري، توزعت حصيلة القتلى على النحو التالي: 146 مقاتلًا و245 مدنيًا من الدروز، بينهم 165 شخصًا أُعدموا ميدانيًا، مقابل مقتل 287 عنصرًا من وزارة الدفاع والأمن، و21 من أبناء العشائر، بينهم 3 مدنيين.


كما أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 15 من عناصر الجيش السوري، في وقتٍ انهارت فيه الخدمات الأساسية بالسويداء، ما تسبب بشلل شبه تام في حركة النقل والإجلاء.


وفي موازاة ذلك، أصدرت 10 دول عربية، إضافة إلى تركيا، بيانًا مشتركًا أكد دعم وحدة سوريا ورفض التدخلات الخارجية، داعية إلى محاسبة المتورطين في الانتهاكات، ورحبت بالاتفاق الذي أنهى التصعيد في السويداء.


الاشتباكات التي اندلعت منذ 13 يوليو/تموز فجّرت واحدة من أعنف موجات العنف الطائفي في البلاد منذ سنوات، وشهدت مساء الجمعة اشتباكات بالرشاشات والقذائف عند المدخل الغربي للسويداء بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية، وسط تقارير عن قصف استهدف أحياء داخل المدينة.


وسط هذا المشهد الدموي، تبقى الأنظار معلّقة على قدرة الأطراف الراعية للتهدئة في تحويل الاتفاق المؤقت إلى حل دائم، ينقذ الجنوب السوري من حرب أهلية جديدة، ويحفظ ما تبقى من نسيج البلاد المتصدع.