آخر تحديث :الأحد-20 يوليو 2025-09:37م
أخبار عدن

عدن تنتصر لليال عكوش: تضامن واسع مع طبيبة أسنان بعد إغلاق مركزها وعيادتها بسبب نجاحها

الأحد - 20 يوليو 2025 - 05:33 م بتوقيت عدن
عدن تنتصر لليال عكوش: تضامن واسع مع طبيبة أسنان بعد إغلاق مركزها وعيادتها بسبب نجاحها
عدن((عدن الغد))خاص

شهدت مدينة عدن خلال الأيام الماضية تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ما وصفه ناشطون بالحملة الظالمة التي تتعرض لها الدكتورة ليال عكوش، طبيبة الأسنان المعروفة ومؤسسة مركز “ابتسامتك” لتدريب أطباء الأسنان، وذلك بعد نجاحها اللافت في تنظيم مؤتمر طبي هو الأول من نوعه في المدينة استضاف نخبة من الأطباء العرب واليمنيين في مجال طب الأسنان.

واستطاعت ليال أن تجمع في هذا الحدث العلمي عدداً من المتحدثين والخبراء من عدة دول عربية إلى عدن، مقدمة منصة علمية لتبادل الخبرات في مدينة تعاني من نقص شديد في البنية التحتية والخدمات الطبية، وهو ما جعلها تحظى بإشادة كبيرة من المجتمع الطبي والمهني، إضافة إلى المواطنين الذين رأوا في هذا الجهد خطوة شجاعة وملهمة.

لكن النجاح الذي حققته ليال لم يكن محل ترحيب من الجميع، حيث بدأت، بحسب مصادر مقربة منها، حملة تضييق استهدفتها بشكل شخصي، تمثلت في ممارسات من بعض مسؤولي الصحة في عدن، وانتهت بإصدار قرارات مفاجئة بإغلاق مركزها التدريبي وعيادتها الخاصة دون تقديم مبررات قانونية واضحة، ما أثار موجة غضب في الأوساط الطبية والمجتمعية.

وأكدت مصادر أن مركز التدريب الذي تديره الدكتورة ليال حاصل على كافة التراخيص القانونية، ويُعد من المنصات القليلة المتخصصة التي تقدم خدمات تدريبية متقدمة لأطباء الأسنان في عدن، وكان له دور بارز في تطوير الكوادر المحلية التي لم تحظَ بفرص كافية للتأهيل.

وأثار قرار الإغلاق استياءً شعبيًا واسعًا، واعتبر كثيرون ما تتعرض له الطبيبة ليال عكوش حملة تستهدف المرأة الناجحة والطموحة، خاصة في بيئة لا تزال محفوفة بالتحديات أمام النساء العاملات في مجالات مهنية وعلمية. وانتشر وسم “#كلنا_ليال_عكوش” بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي، حيث دعا المشاركون فيه إلى إعادة فتح المركز الطبي وعيادة الدكتورة ليال فوراً، ووقف ما وصفوه بالاستهداف الممنهج.

وعبّر عدد من الناشطين والمواطنين عن دعمهم الكامل للدكتورة ليال، وكتب أحدهم: “في زمن الشللية والمحسوبية، وحدها ليال عكوش رفعت اسم عدن في محفل علمي عربي، فتمت محاربتها”، فيما قال آخر: “عدن تحتاج من يدفع بها إلى الأمام، لا من يحاصر المبدعين فيها”.

ويقول مراقبون إن ما يحدث يمثل صورة قاتمة عن الطريقة التي تتعامل بها بعض الجهات مع النجاح الفردي، وأن استمرار هذه السياسات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الهجرة للكفاءات والمبادرات النوعية من عدن. وأضافوا أن المطلوب من السلطات هو دعم وتشجيع هذه النماذج المضيئة، لا التضييق عليها.

من جهته، دعا عدد من الأكاديميين والأطباء والمواطنين السلطات المحلية إلى فتح تحقيق عاجل في قرارات الإغلاق، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات التي تستهدف مشروعاً ناجحاً بكل المقاييس. كما طالبوا بإعادة افتتاح العيادة والمركز التدريبي فوراً، ورد الاعتبار للدكتورة ليال، التي أصبحت تمثل قصة نجاح حقيقية في ظل واقع مليء بالإحباط.

في الوقت نفسه، أعرب عدد من طلاب وطبيبات مركز التدريب عن حزنهم الشديد لما جرى، مؤكدين أن المركز وفر لهم بيئة تعليمية احترافية لم تكن متاحة في أي مكان آخر بعدن، وأن إغلاقه هو خسارة كبيرة لعدن وشبابها، في وقت هم في أمسّ الحاجة فيه إلى التدريب والتطوير المهني.

وتحوّلت قصة ليال عكوش إلى رمز لمعركة أوسع في عدن، بين قوى تؤمن ببناء المؤسسات وتطوير الإنسان، وأخرى ترفض كل ما لا يصب في مصالحها أو حساباتها الضيقة. وبينما تواصل الطبيبة كفاحها لإعادة فتح مشروعها، فإن أصوات التضامن تتسع، وسط تساؤلات كثيرة عن سبب استهداف امرأة ناجحة كل ذنبها أنها حاولت أن تغيّر الواقع نحو الأفضل.