في مشهد أثار موجة جدل وسخرية، كشف الصحفي اليمني خليل العمري عن ما وصفه بـ"الاستغلال الإعلامي الرخيص" الذي طغى على صلاة الاستسقاء التي دعت إليها جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، يوم الأربعاء الماضي، وسط موجة جفاف خانقة تضرب البلاد.
وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس"، قال العمري: "الناس خرجوا يشتوا مطر، والهوامير خرجوا يتصوروا"، في إشارة لقيادات ومقربين من الجماعة الحوثية الذين ظهروا خلال الصلاة وهم منشغلون بالتقاط الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من التفرغ للابتهال وطلب الغيث.
وأضاف بلهجة ساخرة: "يجب منع تصوير صلاة الاستسقاء مستقبلاً، وسترون كيف سينهمر المطر على المصلين قبل أن يغادروا أماكنهم"، منتقدًا بشدة تحويل الشعائر الدينية إلى مشهد استعراضي يخدم أجندات إعلامية وشخصية، على حساب المعاناة الحقيقية للمواطنين.
وكانت دار الإفتاء ورابطة علماء اليمن التابعتان للجماعة الحوثية قد أصدرتا دعوة عامة لإقامة صلاة الاستسقاء، استجابةً لموجة الجفاف التي ألحقت أضراراً كبيرة بالزراعة ومصادر المياه في مناطق سيطرتها.
لكن سرعان ما تحوّلت هذه الدعوة إلى مناسبة "تصويرية"، بحسب مشاهد ومقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع، تظهر مشاركة مسؤولين وناشطين حوثيين منشغلين بتوثيق تواجدهم، في ظل غياب حقيقي لما يُفترض أن يكون خشوعاً جماعياً واستغاثة شعبية لرفع البلاء.
يُشار إلى أن اليمن يواجه تراجعاً خطيراً في معدلات الأمطار خلال الأشهر الأخيرة، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية بشأن أزمة غذائية ومائية متفاقمة تهدد ملايين السكان، في ظل استمرار الحرب، وانهيار البنية التحتية، وتدهور الخدمات الأساسية في البلاد.
حوارات
الرئيس العليمي: الحوثيون أداة إيرانية لزعزعة الأمن والاستقرار بممرات المياه الدولية (حوار) ...
