للمرة الثالثة في تاريخها، أعلنت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 22 يوليو، انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متهمة إياها بالتحيّز ضد إسرائيل والترويج لما وصفته بـ"قضايا اجتماعية مثيرة للانقسام".
وأكدت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن "الاستمرار في المشاركة في اليونسكو لا يخدم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن المنظمة تركّز بشكل مبالغ فيه على أجندات أممية ذات طابع عولمي، وخاصة أهداف التنمية المستدامة، وهو ما اعتبرته واشنطن مخالفًا لتوجهاتها.
وقالت بروس إن قرار المنظمة الاعتراف بفلسطين كدولة عضو "يُعد تحديًا مباشرًا لسياسات الولايات المتحدة، وساهم في تعزيز خطاب معادٍ لإسرائيل داخل أروقة المنظمة".
من جانبها، عبّرت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، عن أسفها للقرار الأميركي، مشيرة إلى أنه كان متوقعًا وتم الاستعداد له مسبقًا، لا سيما بعد مواقف مماثلة سابقة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ويأتي الانسحاب الجديد بعد عودة الولايات المتحدة إلى عضوية اليونسكو في عهد الرئيس جو بايدن، عقب انسحابها السابق في عهد ترامب عام 2017، وهو الانسحاب الثاني في تاريخها بعد انسحابها الأول في عهد الرئيس رونالد ريغان في الثمانينات، حين اتهم المنظمة بالفساد والانحياز للاتحاد السوفييتي.
ورحبت إسرائيل بالقرار الأميركي، حيث وصفه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأنه "خطوة ضرورية لتعزيز العدالة وحق إسرائيل في المعاملة العادلة داخل المنظمات الدولية".
تجدر الإشارة إلى أن اليونسكو تُشرف على حماية مواقع التراث العالمي وتعزيز التعليم والتفاهم الثقافي، وتشمل إشرافها مواقع بارزة مثل الحيّد المرجاني العظيم في أستراليا، وسهل السرينغيتي في تنزانيا، ومعبد الأكروبوليس في أثينا، والأهرامات المصرية.
