تتّجه الجهات المعنية في إطار اهتمامها بالأعمال المهنية والحرفية التي تشتهر بها صنعاء ومدن يمنية أخرى إلى تنظيم تصدير واستيراد المنتجات الحرفية المصنوعة من الفضة والعقيق والمرجان. وعمّمت الغرفة التجارية والصناعية المركزية بأمانة العاصمة صنعاء لكل تجار وأصحاب الحرف اليدوية والفضية والمنتجات الحرفية الأخرى مذكرة صادرة عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف، بشأن تنظيم تصدير واستيراد المنتجات الحرفية المصنوعة من الفضة والعقيق والمرجان.بموجب هذه المذكرة التي اطلع عليها "العربي الجديد"، يتعين الالتزام بالطرق والإجراءات الرسمية المعتمدة لتصدير المنتجات الحرفية الفضية والعقيق والمرجان، حيث تم التعميم بمنع إخراج هذه المنتجات من البلاد إلا بعد الحصول على التصاريح الرسمية من الهيئة العامة للآثار والمتاحف.
في السياق، يقول مختصون بصناعة العقيق اليماني والخواتم والفضيات إن هذا المنتج الاقتصادي المهم بحاجة إلى تسويق وفتح المزيد من نوافذ البيع للخارج. التاجر والمتخصص في صناعة العقيق والفضيات في أحد أسواق صنعاء القديمة أحمد الشامي، يؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، على ضرورة اهتمام الجهات المختصة بهذا المنتج ومساعدة التجار والعاملين في هذه الصناعة في فتح أسواق خارجية لبيع منتجاتهم من العقيق والفضيات والمرجان ومختلف الأحجار الكريمة التي تزايد الطلب عليها بشكل لافت.
وهناك فرص واعدة لتصديرها للأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن عملية البيع للخارج تتم بجهود فردية فقط. ويشير الشامي إلى أن هناك مصانع ومشاغل تعمل على تكسير وتشكيل الأحجار التي يتم جلب معظمها من جبال منطقة آنس بمحافظة ذمار شمالي اليمن، وذلك بعد تقطيعها وقصها وصقلها وتلميعها وتحويلها إلى فصوص بحسب كل نوع من الأحجار، حيث تتفاوت أسعارها بين 10 و20 ألف ريال بحسب حجم ونوعية الحجر، فيما هناك أصناف من العقيق والمرجان والفضيات يصل سعر الخاتم الواحد إلى نحو 50 ألف ريال (الدولار = نحو 535 ريالاً).
من جانبه، يتحدث مالك محل للمنتجات الحرفية والأحجار الكريمة في مدينة صنعاء القديمة، عبدالواسع الصنعاني، بحسرة لـ"العربي الجديد"، عن أيام ازدهار السياحة وتدفق السياح إلى اليمن، وكيف ازدهرت مبيعات الفضيات والعقيق اليماني للسُياح والزائرين الذين كانت تعجّ بهم أزقة وأسواق صنعاء القديمة قبل الحرب، لافتاً إلى أن توقف السياحة وتدفق السياح إلى اليمن أثر بشكل بالغ على مختلف الأعمال والمهن والمشغولات الحرفية في مثل هذه الأسواق العتيقة بمدينة صنعاء القديمة.
وينتشر في أسواق صنعاء القديمة التي زارتها "العربي الجديد" العديد من الأعمال الحرفية والمشغولات اليدوية في مشهد لافت يجسد حيوية هذه المدينة العتيقة ومجتمعها النابض بالحياة والإنتاج، المرتبط بمهن الآباء والأجداد المتوارثة عبر عقود من الزمن في هذه الأحياء والأزقة المقسمة بحسب كل مهنة ومنتج، فيما تواجه هذه الأعمال والمهن صعوبات وتحديات بالغة يهددها بالانهيار.
يقول أحد الحرفيين المختصين بصناعة الفضيات والعقيق، عبدالخالق خودم، لـ"العربي الجديد"، أن ما يقومون به للحفاظ على مهنتهم هو جهود ذاتية في ظل عدم اهتمام الجهات المعنية أو المنظمات التابعة للقطاع الخاص التجاري بهذه المهنة ومساعدتهم في التسويق والترويج لها، فضلاً عن عزوف الجهات العامة الحكومية عن الاهتمام بهذه الحرف بفعل الأوضاع التي يمر بها اليمن وتوقف عمليات الترويج والتسويق السياحي. وتذكر بيانات الجهات المختصة في صنعاء، أن هناك أكثر من 50 ورشة لإنتاج العقيق بمدينة صنعاء يصل معدل إنتاجها السنوي إلى حوالي 50 ألف فص، إضافة إلى أن هناك ما يقارب 15 نوعا من العقيق والفضيات والأحجار الكريمة الأخرى التي يتم العمل عليها في مشاغل ومصانع القص والصقل والإنتاج.