يخوض المناضل صالح عبدالله قاحل معركة صامتة مع المرض، بعد سنوات من النضال والتضحية، عاشها ولا يزال، بعزة نفس وشموخ، رغم قساوة الحياة وشظف العيش.
عرف قاحل بزهده وتواضعه، وارتبط اسمه بين الناس في مديرية الوصيع بطيبة القلب وسماحة الروح. يدير ورشة صغيرة تحوّلت مع الوقت إلى مأوى لكل محتاج، ومطبخًا للفقراء، وسقفًا للمشردين، ووجهًا باسمًا يستقبل الجميع دون تكلّف أو تردد. بابتسامته الدائمة، وكرمه الفطري، كان ملجأ لكل من ضاقت به السبل.
هذا المناضل الذي لا يتقاضى راتبًا ولا يمتلك حتى إعانة بسيطة تقيه تقلبات الدهر، كان من أوائل من لبّوا نداء الاحتجاجات الشعبية في العام 2007، تاركًا خلفه مصدر رزقه الوحيد، لينخرط في ميادين النضال من ساحة إلى ساحة، ومن محافظة إلى أخرى، حاملًا هم الناس وقضاياهم.
وفي حرب 2015، لم يتردد قاحل في الانضمام إلى صفوف المقاومة، مشاركًا بجهده وماله وكل ما يملك في الدفاع عن الأرض والعرض، وتعرض خلالها لإصابة بسيطة في الرأس، لكن العناية الإلهية أنقذته.
اليوم، وبعد سنوات من النضال، يعاني المناضل قاحل من حالة صحية حرجة، بعد إصابته بانزلاق في فقرات العمود الفقري، تسبب له بشبه شلل أقعده عن الحركة، ولم يعد قادرًا على التنقل إلا بواسطة كرسي متحرك، في ظل وضع مادي متدهور لا يسمح له بالحصول على العلاج اللازم.
من هنا، نرفع هذا النداء الإنساني إلى الجهات المعنية وأصحاب الضمائر الحية، مناشدينهم التكفل بعلاجه ورعايته، عرفانًا لتضحياته، ووفاءً لنضاله، وتقديرًا لصموده الأخلاقي والوطني.
المناضل قاحل لا يطلب شيئًا لنفسه، لكنه اليوم في أمسّ الحاجة إلى وقفة وفاء. فهل من مجيب؟
أملنا في الله كبير، ثم في الشرفاء والمخلصين الذين لا يتخلّون عن من ضحوا من أجل هذا الوطن.