أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية تساؤلات واسعة بشأن حدود هذه الدولة المرتقبة، ومدى تأثير القرار على المسار الدبلوماسي المتعثر في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة إعجاب خوري، مساعدة عمدة باريس السابقة، خلال حديثها لبرنامج "قصارى القول" على قناة RT، إن قرار ماكرون المنتظر لا يرتبط باعتبارات داخلية بقدر ما يعكس محاولة لاستثمار التوقيت الدبلوماسي المناسب.
وأوضحت خوري أن الخطوة تهدف إلى خلق زخم سياسي جديد في أوروبا، يعيد تحريك عجلة المفاوضات المتوقفة، ويدفع نحو تسوية حقيقية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الممتد منذ عام 1948. وأضافت: "ليس صحيحًا أن ماكرون أراد التغطية على مشاكله الداخلية، وإن كانت هناك صعوبات اقتصادية تتعلق بإعداد الميزانية المقبلة".
وأشارت إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتبعه خطوات عملية، منها تحديد حدود الدولة، وفتح قنوات للحوار مع القوى الدولية، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل، خاصة في ظل التردد الملحوظ لدى دول مثل ألمانيا وإيطاليا.
وشددت خوري على أهمية تبادل السفراء كخطوة رمزية ومؤثرة لتشجيع دول أخرى على السير في نفس الاتجاه، لكنها حذرت من التحديات، لا سيما مع استمرار السياسة الإسرائيلية التي لا تعترف بحل الدولتين. وقالت: "الضفة الغربية مقسّمة حاليًا بين طرق للمستوطنين وأخرى للفلسطينيين.. فكيف سيتم إخراج نحو 500 ألف مستوطن؟".
واختتمت بالقول إن الطريق لا يزال طويلًا، لكن التطورات الراهنة تعكس تقدمًا ملموسًا في سبيل تحقيق حلم الدولة الفلسطينية، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والدعم الدولي الحقيقي.
