في كشف صادم يعزز الشكوك حول ازدواجية المواقف الغربية، أزاح تحالف "حظر الأسلحة الآن" الكندي الستار عن تقرير جديد يوثق استمرار تدفق صادرات الأسلحة من كندا إلى إسرائيل، رغم تعهدات أوتاوا المتكررة بوقفها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر.
وصف التقرير ما يحدث بأنه "خداع منهجي" يُخفي عمليات تسليح هائلة ومباشرة، اعتمدت على وسائل تتعمد التعتيم وخلط الحقائق، في ظل استمرار إسرائيل في شن حرب وصفتها منظمات دولية بـ"الإبادة" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
التقرير، الصادر اليوم عن التحالف الذي يضم حركات مدنية وسياسية كندية أبرزها "عماليون ضد تجارة الأسلحة" و"شبكة التضامن مع فلسطين"، استخدم وللمرة الأولى أدوات تتبّع متقدمة، مكنته من كشف تفاصيل مئات الشحنات العسكرية من كندا إلى إسرائيل، تمت خلال الفترة بين أكتوبر 2023 ويوليو 2025.
أبرز ما كشفه التقرير:
421,070 رصاصة أُرسلت لإسرائيل، بينها شحنة في أبريل 2025 وحدها تضمنت 175 ألف رصاصة.
47 شحنة من المكونات العسكرية أُرسلت مباشرة إلى شركات تسليح إسرائيلية كبرى.
391 شحنة من طلقات ومعدات عسكرية وأجهزة اتصالات وأجزاء طائرات تم توثيقها عبر بيانات هيئة الضرائب الإسرائيلية.
3 شحنات خراطيش خرجت من شركة كندية رغم تعهدات سابقة بوقف التعامل.
نحو 100 رحلة طيران دولية، منها 64 رحلة ركاب، نُقلت خلالها مكونات عسكرية في باطن الطائرات إلى وجهات وسيطة مثل فرانكفورت وباريس ونيويورك وأبوظبي ونيودلهي.
تداعيات قانونية وأخلاقية
أكد التحالف أن هذه الشحنات تُعد خرقًا صارخًا للقوانين الكندية مثل قانون تراخيص التصدير والاستيراد، إضافة إلى مخالفتها لمعاهدة تجارة الأسلحة الدولية، ما يجعل الحكومة الكندية عرضة للاتهام بالتواطؤ في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
ودعا التحالف إلى خطوات عاجلة، أبرزها:
فرض حظر فوري على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.
إلغاء جميع التراخيص النشطة لتصدير السلاح والمكونات العسكرية.
وقف الشحنات غير المباشرة التي تمر عبر الولايات المتحدة.
إلغاء العقود الدفاعية الكندية مع الشركات الإسرائيلية.
يُذكر أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023 أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 146 ألفًا، وتشريد قرابة مليوني شخص، وسط دمار وصفه مراقبون بأنه الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية.
