ضرب زلزال عنيف يُعد من أقوى عشرة زلازل سُجّلت في العالم، قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية فجر الثلاثاء، بقوة بلغت 8.8 درجات على مقياس ريختر، ما تسبب في موجات تسونامي عاتية اجتاحت مناطق في روسيا واليابان، وسط تحذيرات عاجلة من امتدادها إلى سواحل دول مطلة على المحيط الهادئ.
ووفقًا للمعهد الأميركي للجيوفيزياء، وقع الزلزال عند الساعة 08:24 صباحًا بالتوقيت المحلي (23:04 بتوقيت غرينتش) على عمق 20.7 كيلومترًا، وعلى بعد 126 كيلومترًا من مدينة بيتروبافلوفسك في كامتشاتكا، أقصى الشرق الروسي.
وعلى إثر الهزة الأرضية العنيفة، أعلنت السلطات الروسية حالة الطوارئ في شمال جزر كوريل، حيث تم إجلاء السكان إلى مناطق آمنة. وأكد رئيس بلدية المنطقة أن الإجلاء تم خلال ساعة، وتم نقل جميع السكان إلى مواقع مرتفعة محمية من التسونامي.
وشهدت مدينة إليزوفسكي موجات عاتية بلغ ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار، اجتاحت الشوارع وغمرت الأبنية، وألحقت دمارًا بالمرفأ والمصانع الساحلية، بحسب شهود عيان ومقاطع مصورة نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم تسجيل عدة إصابات في روسيا، إلا أنها لم تكن خطرة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية. وتحدثت إحدى المواطنات عن لحظات الرعب قائلة: "اهتزت الجدران. هربنا بسرعة وبحوزتنا حقيبة طوارئ، كان الوضع مرعبًا".
وفي اليابان، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في عدة مناطق، خاصة جزيرة هوكايدو الشمالية، حيث ضربت أولى موجات التسونامي بارتفاع 30 سنتيمترًا، فيما عرضت قنوات التلفزيون الرسمية لقطات لإخلاء السكان نحو المرتفعات. وقال أحد المذيعين محذرًا: "أخلوا الآن لإنقاذ حياتكم".
ولم يتم تسجيل إصابات أو أضرار، لكن تم رصد عدد من الحيتان الجانحة على الشواطئ، وأُجلي موظفو محطة فوكوشيما النووية كإجراء احترازي.
وأصدر المركز الأميركي للإنذار المبكر من التسونامي تحذيرًا من احتمال ضرب أمواج بارتفاع يزيد عن 3 أمتار سواحل الإكوادور، وشمال غرب جزر هاواي وروسيا، إضافة إلى موجات أقل ارتفاعًا قد تضرب سواحل تشيلي، كوستاريكا، بولينيزيا الفرنسية، غوام، اليابان، أستراليا، نيوزيلندا، تايوان، والمكسيك.
وفي هاواي، وجّهت السلطات دعوات عاجلة للسكان والسياح باللجوء إلى الطوابق العليا والابتعاد عن الشواطئ فورًا، مشددة على أن "التسونامي يقتل، وليس مجرد موجة يمكن مشاهدتها بأمان".
وفي كاليفورنيا، تلقى المواطنون رسائل تحذيرية على هواتفهم المحمولة من خطر تسونامي وشيك.
وتقع منطقة الزلزال قرب مركز زلزال عام 1952 المدمر الذي بلغت قوته تسع درجات، وتسبب في كارثة تسونامي هائلة في المحيط الهادئ. وتشير هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن شبه جزيرة كامتشاتكا تُعد من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا على كوكب الأرض، حيث تفصل بين بحر أوخوتسك والمحيط الهادئ.
ويُذكر أن زلزالًا سابقًا ضرب المنطقة ذاتها في 20 يوليو الجاري بقوة 7.4 درجات، ما يُظهر تصاعد النشاط الزلزالي الخطير في المنطقة خلال فترة قصيرة.