ودّعت يافع والمحافظات الجنوبية اليوم الشاعر الشعبي الكبير الشيخ محسن ثابت عثمان السعدي، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة امتدت لتسعة عقود، قضاها في خدمة الأرض والإنسان في يافع والوطن عامة
وقد خيمت مشاعر الحزن والأسى في أوساط المجتمع إثر وفاته بعد معاناة مع المرض وكِبر السن، حيث توفي في مستشفى الخمسين بالعاصمة عدن، وشيّع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب بحضور الأهل والأصدقاء ومحبيه من العاصمة وأبناء الجنوب. وقد استقر الفقيد في سنوات عمره الأخيرة بمديرية المنصورة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. خالص تعازينا لأبنائه وذويه ولكل قبائل يافع.
سيرة ومسيرة الشاعر محسن السعدي
الشيخ محسن ثابت العامري السعدي، من مواليد خلوة بن عامر – يافع السعدي وينتمي إلى قبيلة العامري وُلِد في أربعينيات القرن الماضي، وتعلم القراءة والكتابة في "المعلامة" على يد فقيه القرية.
عرف منذ صغره بحبه للشعر والموسيقى، وكان يعزف على آلة العود ويلحن ويغني بعض قصائده. وله العديد من القصائد المتنوعة، من الشعر الثوري، الغزلي، وزوامل الأعراس، كثير منها محفوظ ومتداول حتى اليوم، وغنى له الفنانون علي صالح اليافعي، حسين عبدالناصر، وعوض محمد.
قضى الفقيد معظم حياته في خدمة منطقته ووطنه، متطوعًا في حل النزاعات الاجتماعية، ومشاركًا في اللجان الشعبية والمحاكم العرفية، ورفض الإغراءات المادية بعد الوحدة وتمسك بمبادئه، مستمرًا في قول الشعر الحر الصادق.
عرف بأنه رجل إصلاح، حكيم، مثقف، وصاحب حضور اجتماعي متميز في يافع، وكانت له بصمات واضحة في حل الكثير من القضايا الاجتماعية المعقدة.
*قصيدة للفقيد موجهة للشاعر عبدالرب قاسم الصلاحي – غناها الفنان علي صالح اليافعي
أبدأ بك أديع يا من سِتّ سبعا سموات يا من عليك الكنات
نا سـالك المغفرة بستغفرك كل لوقات يا غافر السيئات
ونا حمدك حمد لك من قلب خالص ونيّات عدات حبّ النبات
يقول أبو فضل محسن هات وأهاجسي هات ولا تكثر لغات
لا تحسب اليوم هذا أحسن من اليوم ذي فات وتقول ما فات فات
اليوم ذي راح يسوى اليوم ذا عشرا مرات وبه جميع الصفات
احسب حسابك وقس بيدك جميع المسافات ومن جميع الجهات
من قبل تدخل وتدخلني معك في المتهات شفني بري بن ثبات
(إلى نهاية القصيدة)