الذكرى الأولى لاستشهاد البطل هيثم شاكر محسن الداعري

الشهيد البطل هيثم شاكر محسن علي الداعري

مواليد : م30/9/2002

قرية النقيل . مديرية حبيل جبر . محافظة لحج

الحالة الاجتماعية: متزوج

استشهد في م2/8/2024

الموقع : جبهة حريب م. شبوة

يصادف اليوم السبت الموافق2 اغسطس2025م الذكرى الأولى لاستشهاد ابننا البار, البطل المغوار الشهيد هيثم شاكر محسن علي الداعري الذي روى بدمه الزكي في الثاني من اغسطس للعام 2024م تراب الوطن في جبهة حريب بمحافظة شبوة مدافعا عن الأرض والعرض, حاملاً روحه على كفّه في سبيل عزة اليمن وكرامته

من أين أبدأ الكتابة؟ ومن أين أنتهي؟ عندما يعجز القلم ويجف المداد بعبارات الرثاء والأسى والحزن بفقدان هامة وطنية جنوبية سقط شهيدًا، سقى دمه تراب هذا الوطن، لقد كان استشهادك مرارة وألما وشعورا بالغا بالفقد، لا زالت آلامنا ودموعنا وحزننا منذ اليوم الذي استشهدت فيه.

عام مر على فقدانك يا هيثم, لكنك لم تغب عن قلوبنا ولا عن دعائنا, فما زلت حياً فينا, نراك في عيون أمك المكلومة, ونسمع صوتك في دعاء أبيك الصابر, ونشم ريحتك في كل نسمة حرية تهب على هذا الوطن

غادرت ايها البطل هذه الدنيا الفانية التي كنت لا تحسب لها حسابا، ولا تحلم بمفاتنها وبزخرفها الفاني، كنت تنظر إليها من تحت قدمك  التي لا تساوي جناح بعوضة عند الله، لم تغادر هذه الدنيا في فراش الموت ولكن غادرت الدنيا في ميدان الشرف والبطولة وأنت في قمة الشباب، كان حلمك بوطن خالٍ من الاحتلال والظلم والفساد، وضحيت بالغالي والنفيس في سبيله.

لقد كنت مثالاً في الرجولة, والشجاعة, والوفاء, ونحتسبك عند الله من الشهداء الذين قال فيهم سبحانه ” ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يُرزقون“

مرت سنة كاملة على استشهادك ولا زالت دموع أهلك ومحبوك وأقرابك ورفاقك الجنود تسيل من الألم على الخدود، وما زال عطرك فواحًا دومًا في كل الدروب التي مررتها وفي كل الأماكن التي كانت أياديك البيضاء تجود عليها، لم نراك يوماً تغضب إلا لدقائق, تتنازل أنت لتبقى المحبة، كنت دائماً مؤمنا محبا لدينك تلجأ إلى ربك في كل شيء.

مر عام على استشهادك ولا أستطيع أن أعبر عن هذا اليوم الذي استشهدت فيه لأن الكلمات تتحشرج  بين زوايا العتمة وخواطر البوح وتباريح السفر لا الدمع يكفكف آلام الرحيل ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة فراقك

سلام على روحك المعطاة حتى الشهادة...سلام على دمك الدافق فوق ربوع الفخر والعزة والشموخ والكبرياء.

سلام عليك أيها الشهيد الغالي الصاعد إلى عالم الخلود الأبدي، أيها الساكن دارا خيرا من دارنا، أيها الأكرم منا جميعا، هل يحق لي أن أرثيك وقد سماك الله شهيدا؟

وداعاً أيها الرجل النبيل .. وداعاً بدم العيون لا بدموعها ..والموت لن ينسينا إياك،

قد ماتَ قومٌ وما ماتَتْ مكارِمهم .. وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ

وأنت ممن تظل مكارمهم خالدة للأجيال.

رحمك الله وغفر لك وأسكنك الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.