ترامب يستضيف زعيمي أرمينيا وأذربيجان لتوقيع "قمة سلام تاريخية".. ودور قطري خفي وراء الكواليس!

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استضافة قمة سلام في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، تجمع بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بهدف إنهاء عقود من الصراع الدموي بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن القمة ستُتوَّج بتوقيع اتفاقية سلام رسمية، في حفل سيُعقد داخل البيت الأبيض، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستبرم اتفاقيات ثنائية مع كلا البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق جديدة في منطقة القوقاز الجنوبي.

وفي تطور لافت، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي عن دور قطري بارز في الدفع نحو هذا التقارب، حيث أفاد بأن الدوحة شجعت مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على الوساطة بين باكو ويريفان. وتضمنت جهوده رحلة مفاجئة من موسكو إلى باكو بطلب مباشر من الحكومة القطرية.

وتُعد هذه المبادرة الأحدث ضمن سلسلة محاولات سابقة لفض النزاع الذي اندلع بين الطرفين حول إقليم ناغورني قره باغ، وهو الجيب الأذربيجاني ذو الغالبية الأرمنية. فبعد حربين داميتين في تسعينيات القرن الماضي وعام 2020، سيطرت أذربيجان بالكامل على الإقليم في هجوم خاطف في سبتمبر 2023، أدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف أرمني.

وبحسب شبكة "CBS"، فإن الاتفاق الذي سيتم توقيعه يتضمن أيضًا مشروعًا أميركيًا ضخمًا لتطوير ممر بطول 43 كيلومترًا داخل الأراضي الأرمينية، يحمل اسم "مسار ترامب للسلام والازدهار الدوليين" أو "T.R.I.P".

من جانبها، أكدت يريفان أن اللقاء مع ترامب يأتي لتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع واشنطن، مشيرة إلى أن الاجتماع الثلاثي المرتقب سيشكل دفعة جديدة لجهود تحقيق السلام والتعاون الاقتصادي في المنطقة.

ويُشار إلى أن آخر لقاء بين باشينيان وعلييف عُقد في 10 يوليو الماضي بأبو ظبي دون نتائج ملموسة، رغم اتفاق سابق في مارس على بنود مبدئية للسلام بعد مفاوضات شاقة.

وختم ترامب بيانه قائلاً: "هذان البلدان في حالة حرب منذ سنوات، وها نحن نكتب فصلاً جديدًا من التاريخ. لقد فشل كثيرون في تحقيق هذا السلام، لكن اليوم سيكون مختلفًا"، معبّرًا عن فخره بما اعتبره "خطوة شجاعة" من القائدين، ومؤكدًا أن الجمعة "سيكون يومًا تاريخيًا لأرمينيا وأذربيجان والولايات المتحدة والعالم".

يُذكر أن ترامب لطالما سعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن "جهوده العالمية تستحق التكريم".