آخر تحديث :الإثنين-11 أغسطس 2025-09:13م
أخبار وتقارير

جماعة الحوثي تحول المولد النبوي إلى موسم للجبايات ونهب أموال المواطنين وسط تفاقم الأوضاع المعيشية

الإثنين - 11 أغسطس 2025 - 07:40 م بتوقيت عدن
جماعة الحوثي تحول المولد النبوي إلى موسم للجبايات ونهب أموال المواطنين وسط تفاقم الأوضاع المعيشية
صنعاء((عدن الغد))خاص

تشهد مناطق سيطرة جماعة الحوثي خلال الأسابيع التي تسبق مناسبة المولد النبوي، موجة واسعة من فرض الجبايات والمساهمات المالية القسرية على المواطنين والتجار، في مشهد يصفه مراقبون بأنه استغلال فج للشعائر الدينية بهدف تحقيق مكاسب مالية وسياسية. وأكدت مصادر محلية أن الجماعة حولت هذه المناسبة، التي يفترض أن تكون دينية وروحانية، إلى موسم للنهب وجمع الأموال، متخذة من الاحتفال ذريعة لفرض مبالغ مالية باهظة تحت تهديد السلاح، أو التهديد بالاعتقال، أو إغلاق المحال التجارية، أو مصادرة الممتلكات.


ووفقًا للمصادر، فإن التجار يُجبرون على دفع مبالغ خيالية وطلاء واجهات محلاتهم باللون الأخضر، إضافة إلى تعليق شعارات وصور قيادات الجماعة في الشوارع والمحال، بينما يتم إرغام السكان في الأحياء على دفع مساهمات مالية أو عينية لتمويل الفعاليات والأنشطة المرتبطة بالمولد النبوي. وتؤكد المصادر أن من يرفض أو يعجز عن الدفع، يتعرض لمضايقات مباشرة قد تصل إلى الاعتقال التعسفي أو فرض غرامات إضافية، في انتهاك صارخ للحقوق والحريات التي كفلها الدستور والقوانين اليمنية.


ويتزامن هذا الاستنزاف الممنهج لجيوب المواطنين مع أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يعيش ملايين اليمنيين على حافة المجاعة وفق تقارير دولية، وتزداد معاناتهم مع استمرار توقف صرف رواتب الموظفين منذ سنوات. وفي الوقت الذي ينفق فيه الحوثيون أموالًا طائلة على الاحتفالات والمظاهر الدعائية التي تخدم مشروعهم الطائفي، تتجاهل الجماعة احتياجات الناس الأساسية، من غذاء ودواء وخدمات، ما يفاقم الأزمة المعيشية ويزيد من حالة السخط الشعبي.


ويرى محللون أن ما تقوم به جماعة الحوثي خلال المولد النبوي ليس سوى امتداد لسياسة ممنهجة تتخذ من المناسبات الدينية فرصة لتعزيز سلطتها، وترسيخ أفكارها الطائفية، وتوسيع شبكاتها المالية، عبر إجبار السكان على تمويل فعالياتها، في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي حاد، وانكماش فرص العمل، وارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر.


ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى مزيد من تدهور الاقتصاد المحلي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يتسبب ضخ الأموال المنهوبة في جيوب قيادات ومشرفي الجماعة في إفقار السكان وتدمير دورة المال الطبيعية، إضافة إلى ضرب النشاط التجاري الخاص الذي يواجه ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة الجبايات والضرائب المفروضة دون وجه حق.


ويؤكد متابعون للشأن اليمني أن هذه الممارسات تمثل خرقًا صارخًا للقيم الإسلامية التي تحرم سفك دم المسلم وأخذ ماله بغير حق، مشيرين إلى أن الجماعة تتاجر بالشعارات الدينية وتستغل المناسبات الروحية لتبرير جرائمها الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل من المولد النبوي محطة سنوية لتوسيع نفوذها المالي والفكري على حساب الشعب اليمني المنهك.