تشهد مناطق شمال إسبانيا كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث اندلعت حرائق غابات هائلة بفعل موجة حر قياسية ورياح قوية، تسببت في تشكّل "دوامات نارية" خطيرة أجبرت السلطات على إجلاء نحو 700 شخص من ست قرى قرب منتزه لاس ميدولاس الوطني المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ووفق السلطات المحلية في إقليم قشتالة وليون، اندلع 13 حريقًا منذ مطلع الأسبوع، أُخمد تسعة منها، فيما تواصل فرق الإطفاء معركتها مع أربعة حرائق ما زالت مشتعلة، رغم تراجعها عن بعض المواقع بسبب شدة الحرارة وسرعة انتشار النيران.
الحرائق أتت على منازل ومستودعات، فيما تتوقع الأرصاد استمرار موجة الحر مع وصول درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية، ما دفع الحكومة لإعلان حالة التأهب القصوى.
ويحذر خبراء المناخ من أن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافًا في حوض المتوسط باتت تهيئ الظروف المثالية لحرائق مدمرة، خاصة مع الجفاف والرياح العاتية، مؤكدين أن تغير المناخ الناتج عن الانبعاثات الصناعية وإزالة الغابات هو المحرك الأساسي لتفاقم هذه الظواهر.
إسبانيا سجلت بالفعل هذا العام درجات حرارة غير مسبوقة، إذ تسبب حريق في كتالونيا مطلع يوليو بمقتل شخصين وإجلاء أكثر من 18 ألف شخص في تاراجونا، فيما شهدت أوروبا موجة حر مبكرة أودت بحياة نحو 2300 شخص في 12 مدينة خلال عشرة أيام فقط، وأجبرت حتى مفاعلًا نوويًا في سويسرا على التوقف.