تصاعدت في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات واسعة تنفذها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، طالت شخصيات سياسية واجتماعية وتربوية في مديريتي خدير وماوية بمحافظة تعز، وسط توقعات بتمدد الحملة خلال الأسابيع المقبلة، تزامناً مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
مصادر محلية أكدت أن الاعتقالات شملت العشرات، بينهم عمال وباعة وسائقو نقل، حيث تُجبر الجماعة المفرج عنهم على توقيع تعهدات بعدم التنقل خارج مناطق سيطرتها إلا بمبررات، والإبلاغ عن أي تحركات للجيش والأمن في مناطق الحكومة الشرعية. كما تلزم عائلات المعتقلين بالصمت وعدم النشر عن قضاياهم مقابل الإفراج عنهم، مع فرض رشى للسماح بالزيارة أو إدخال الغذاء والدواء.
وتأتي هذه الحملة في سياق سعي الحوثيين لإلزام المعلمين بتدريس المناهج المعدّلة التي تخدم مشروعهم الفكري، وفرض إتاوات باسم التبرع لاحتفالات المولد النبوي، في وقت يرفض فيه كثير من التربويين هذه المضامين.
وفي تصعيد خطير، اختطفت الجماعة السبت الماضي طفلين، سياف (16 عامًا) وعلي (15 عامًا)، من أبناء المعلم المعتقل محمد حسين ناجي في مديرية جهران بمحافظة ذمار، بهدف إجبارهما على نفي انتهاكات تعرضت لها عائلته. وجاء ذلك بعد حصار منزله واعتقاله من سوق مدينة معبر أواخر الشهر الماضي على يد مسلحين يتبعون قياديًا حوثيًا يدعى "أبو عبد الله المؤيد".
منظمات حقوقية، بينها مساواة والشبكة اليمنية لحقوق الإنسان، أدانت هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أنها جزء من حملة أوسع تستهدف ناشطين وسياسيين وتربويين وموظفي منظمات في صنعاء وإب، بالإضافة إلى أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام.