آخر تحديث :الخميس-21 أغسطس 2025-08:56ص
دولية وعالمية

عراقجي يتحدث عن "لوبي واشنطن" والحرب والعلاقة مع السعودية

الخميس - 21 أغسطس 2025 - 07:38 ص بتوقيت عدن
عراقجي يتحدث عن "لوبي واشنطن" والحرب والعلاقة مع السعودية
(عدن الغد): متابعات خاصة


تطرق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأربعاء، إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، متناولا تطورات العلاقات مع السعودية، وأسباب تجنب الحرب في المنطقة، إلى جانب الدبلوماسية في مواجهة التهديدات، خصوصا في ظل الضغوط المتعلقة بالملف النووي الإيراني.



الرد العسكري


وأكد عراقجي، أن قدرة بلاده على الرد العسكري الحاسم لعبت دورا محوريا في ردع الأعداء ومنع اندلاع حرب شاملة خلال الفترات الماضية، مشددا على أن هذه القوة، إلى جانب التحرك الدبلوماسي، كانت عنصرا حاسما في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.


وقال في مقابلة مع قناة "إرنا" التلفزيونية،: "خلال العام الماضي، واجهنا أجواء حرب. ربما قبل حرب الاثني عشر يومًا هذه، كنا على شفا الحرب ثلاث مرات على الأقل. في تلك الأوقات، نشطت الدبلوماسية وأدت دورها".


وأضاف: "عندما نقيم أسباب عدم اندلاع الحرب، لا يمكننا الاكتفاء بعامل الدبلوماسية وحده، بل إن قدرة قواتنا المسلحة على الرد القوي والحاسم كانت العامل الرئيسي في ردع العدو. لقد كانت هذه القدرة هي التي أنهت الحرب، وهي التي جعلت العدو ييأس من خيار المواجهة العسكرية."


واعتبر أن: "قدرة إيران على الدفاع عن نفسها وإيصال رسالة الردع بوضوح، كانت ولا تزال الضمانة الأساسية لمنع الحرب، إلى جانب دور الدبلوماسية التي تحركت بفعالية في الأوقات الحرجة".


"لوبي واشنطن"


وأكد عراقجي، أن إيران طرحت عدة خطط عملياتية قبل اندلاع الحرب خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، بهدف إيجاد حل حول برنامجها النووي.


وأوضح أن الولايات المتحدة كانت منذ البداية مصرة على ألا تمتلك إيران القدرة على تصنيع أسلحة نووية، مشيرا إلى أن البعض في واشنطن أشار إلى أن هذه الرغبة تعني تطبيق سياسة «التخصيب الصفري»، أي منع إيران تماما من تخصيب اليورانيوم.


وأضاف أن طهران كانت مستعدة لمناقشة عدة خطط من شأنها التوفيق بين حق التخصيب وعدم امتلاك أسلحة نووية، وتم دراسة هذه الخطط بجدية خلال المفاوضات. إلا أن عراقجي أكد أن هناك لوبيا قويا في واشنطن ضغط لمنع التوصل إلى أي اتفاق بخلاف مطلب "التخصيب الصفري".


وأشار إلى أن هذا اللوبي هو الذي دفع الإدارة الأميركية إلى التشدد، ما حال دون التوصل إلى حلول وسطى، رغم استعداد الجانب الإيراني لذلك.


العلاقات مع السعودية


وبشأن العلاقات مع السعودية أكد عراقجي أن العلاقة بين طهران والرياض شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، رغم التحديات التي واجهتها المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التحسن لا يعني بالضرورة زوال جميع الخلافات بين الجانبين.


وقال عراقجي في تصريح صحفي: "لقد شهدت علاقاتنا مع السعودية تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من كل التحديات التي شهدتها المنطقة، ونتمتع بفهم أفضل لبعضنا البعض. هذا لا يعني إطلاقا أن خلافاتنا قد حُلّت. فقد خفت حدة خلافاتنا في بعض القضايا، وحلّت في أخرى، وخفّت في أخرى، لكن لا تزال هناك خلافات حول قضايا إقليمية مختلفة، وهذا أمر طبيعي".


وأضاف: "المملكة العربية السعودية دولة كبيرة في العالم الإسلامي، وهي دولة إقليمية كبيرة مثل إيران، ويجب حل القضايا الإقليمية بالتنسيق بين هاتين القوتين والقوى الأخرى في المنطقة. هناك اختلافات في الرأي، ولكن يجب ألا يكون هناك عداء".


التعاون "الطاقة الذرية"


وبشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد عراقجي، أن بلاده لا تستطيع "إنهاء" تعاونها مع الوكالة "بشكل كامل"، بعدما علّقت عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة التابعة للأمم المتحدة.


وأكد عراقجي، أن عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية الإيرانية تعتمد على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي.


وتتهم القوى الغربية وإسرائيل إيران بالسعي للحصول على أسلحة نووية، بينما تنفي طهران ذلك.


وفي الشهر الماضي، علقت إيران رسميا تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى فشل الوكالة في إدانة الضربات الإسرائيلية والأميركية على مواقعها النووية في يونيو خلال الحرب التي استمرت 12 يوما والتي شنتها إسرائيل.


وقال عراقجي: "لا يمكننا إنهاء التعاون مع الوكالة بشكل كامل"، موضحا أن استبدال "الوقود في محطة بوشهر للطاقة النووية" يجب أن يتم في الأسابيع المقبلة وسيتطلب "وجود مفتشين" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


وأكد أن "عودة المفتشين ستكون ممكنة بموجب قانون يصدره البرلمان، بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي".


وفي 13 يونيو، شنت إسرائيل هجوما مفاجئا على الأراضي الإيرانية ونفذت مئات الضربات على مواقع عسكرية ونووية، ما أسفر عن مقتل علماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، فضلا عن مسؤولين عسكريين كبار.


وردت إيران بشن هجمات صاروخية وبطائرات بدون طيار على إسرائيل.


وفي 24 يونيو، أعلنت الولايات المتحدة، التي نفذت أيضا هجمات على مواقع نووية في إيران، وقف الأعمال العدائية.


وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى توقف المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن والتي بدأت في أبريل الماضي.