كتب/ماهر البرشاء
في خضمّ التحديات، وفي وجه العواصف التي عصفت بأمن الوطن وسكينته، كان هناك رجال وقفوا بثبات، لا تهزّهم الرياح، ولا تغريهم المناصب، وفي مقدمة هؤلاء، يبرز اسم اللواء أحمد الظاهري، عضو اللجنة الأمنية والعسكرية العليا ومدير عام ومنسق مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية، رجلٌ اختار أن يكون درعًا للوطن لا حجابًا بينه وبين الناس.
الظاهري لم يكن يومًا مسؤولًا يجلس خلف أبوابٍ مغلقة، بل فتح قلبه قبل مكتبه، وأصغى للمواطنين كما يُصغي الأب لأبنائه؛ قريبًا من الجميع، من أبناء الشهداء، من الجرحى، من المحتاجين، من كل من طرق بابه بحثًا عن عدالة أو نصرة.
وفي ميدان العمل، تجد الظاهري حاضرًا بجسده وروحه، لم يعرف للراحة عنوانًا، ولا للرتب زهوًا، بل كانت خطواته تسير حيث يشتد الخطر، وحيث يحتاج الوطن من يُضحّي لا من يتفرّج.
وأنا كاتب هذه السطور عرفت اللواء الظاهري عن قرب، ورأيت فيه رجلًا مختلفًا؛ رجلًا لم يتردد في دعم الشباب، والوقوف إلى جانبهم، وتشجيعهم على المضي قدمًا نحو خدمة وطنهم كان قريبًا منهم، يحمل همومهم بصدق، ويمنحهم الأمل والثقة بأنهم شركاء حقيقيون في بناء المستقبل.
أحمد الظاهري هو من أولئك الرجال الذين يشهد لهم الميدان قبل الكلمات، والذين تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، لا بالصور ولا بالشعارات، بل بالأفعال والمواقف.
هو القائد الذي آمن أن حب الوطن لا يُقاس بالكلمات، بل بالتضحية والوفاء والعدل، والوقوف إلى جانب الناس في وقت الحاجة، وهو اليوم، كما كان بالأمس، يحمل الأمانة بكل شرف، ويخطّ على طريق الوطنية بصماتٍ لا تُمحى.
