عقد منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي في العاصمة عدن يوم الخميس الموافق 2025/8/21م حلقة نقاش تحت عنوان "عصف ذهني للأوضاع الداخلية والخارجية". وفي البدء رحب رئيس المنتدى سعادة السفير قاسم عسكر جبران بالحاضرين، وهم إعلاميون، ودبلوماسيون وأكاديميون، وقادة عسكريون وأمنيون، ونشطاء سياسيون، ومستشارون وأعضاء من الجمعية الوطنية، وشخصيات وطنية واجتماعية، حيث أشار في بداية الحديث إلى أهمية هذا الموضوع المطروح للنقاش، مستعرضًا بصورة موجزة الأوضاع الداخلية التي شهدتها ساحة الجنوب بخطوة الإصلاحات الاقتصادية والمالية، مثل تخفيض سعر العملة، والأسعار، لمختلف المشتقات النفطية، والمواد الغذائية وغيرها من المتطلبات الأساسية للمواطنين، مشيرًا إلى أهمية إيجاد حلول سريعة لأهم القضايا التي يعاني منها الشعب، بإعادة النظر بسلم الرواتب الذي مضى عليه أكثر من 35 عامًا دون تقييم، والكهرباء والماء اللتان هما أساس شرايين الحياة للإنسان، وتحريك عجلة الوضع الاقتصادي المتدهور، والتعليم المتوقف بكل مراحله.
كما أوضح صمود شعب الجنوب في نضاله المستمر من أجل تحقيق كامل أهدافه في استكمال تحرير أرضه من الاحتلال اليمني وخاصة وادي حضرموت، والمهرة، ومديرية مكيراس من محافظة أبين، موضحًا الوضع على ساحة اليمن حيث ما يزال الحوثيون رافضين للسلام وحل الأزمة اليمنية التي أساسها فشل الوحدة اليمنية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والجمهورية العربية اليمنية.
وعلى الصعيد الإقليمي أشار إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون دون موقف عربي مسؤول يواجه الغطرسة الهمجية الإسرائيلية بتدمير المساكن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وكل ما هو على الأرض. وفي سوريا الوضع غير مستقر حتى الآن، وفي السودان حقق الجيش السوداني انتصارات عديدة وانحصرت المعارك الآن في إقليم دارفور، ويقوم الشعب السوداني بإعادة الإعمار للعاصمة الخرطوم وبعض المدن التي تعرضت للدمار. وأوضح أنه لا يوجد في الأفق حل للأزمة الليبية التي مضى عليها ما يقارب 15 عامًا.
وعلى الصعيد الدولي كانت قمة ألاسكا الحدث الأبرز الذي لفت أنظار العالم، وتشير نتائج القمة إلى تحقيق بعض التقدم في معالجة الوضع في أوكرانيا، والعلاقات الثنائية بين واشنطن، وموسكو، غير أن الوضع على الأرض في ساحة الحرب ما يزال على حاله، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الغربية قالت إن القمة كانت انتصارًا للرئيس الروسي بوتين.
وقد تركز نقاش الحاضرين بصورة واسعة على أهمية استكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والشروع بالسيطرة الإدارية للجنوب سيرًا نحو استكمال التحرير وإعادة دولة الجنوب المستقلة، كما أُثري الموضوع أيضًا بالنقاش من قبل الحاضرين بصورة معمقة ومتسعة، وكان للدكتور زيد قاسم ثابت مداخلة رائعة أوضحت الكثير من جوانب موضوع الحلقة النقاشية، وأهمية مصطلح العصف الذهني الذي له قيمة علمية وثقافية وعملية لأي موضوع في حياة الإنسان.
وقد خرج الحاضرون من خلال هذه الحلقة بمجموعة من التوصيات أهمها:
1. ضرورة الحفاظ على ما تحقق من إنجاز في ضبط سعر العملة، وتخفيض الأسعار واستمرار الرقابة لتنفيذها بحزم على الواقع.
2. الإسراع بحل مشكلة الرواتب وتقييم السلم الحالي الذي لا يلبي احتياجات المواطن الضرورية في الوقت الحاضر.
3. الاستفادة من الخبرات والكفاءات لتحقيق نجاحات اقتصادية وإدارية، وسياسية ودبلوماسية، وإعلامية وثقافية وعسكرية وأمنية
4. الإسراع بحل مشكلة التعليم الذي يتعرض للتدمير والمؤامرة لتعطيل مستقبل الأجيال في الجنوب وخاصة جيل الشباب في الوقت الحاضر.
5. يوصي المنتدى قيادة المجلس الانتقالي أن الوقت قد طال ولابد من الاستفادة من كل الفرص لتحقيق وإنجاز الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب التواق لاستكمال تحرير الأرض من الاحتلال، وإعادة دولة الجنوب المستقلة.
أدار حلقة نقاش المنتدى الأستاذ/ خالد عمر العبد.
