أدانت منظمة سام للحقوق والحريات (مقرها جنيف) الغارات الجوية التي نفذها طيران العدو الإسرائيلي على العاصمة صنعاء، عصر الأحد، واستهدفت منشآت مدنية حيوية قالت إنها حولتها إلى "ساحات موت"، مؤكدة على أنها تمثل "جريمة حرب" بموجب القوانين الدولية.
وأوضحت في بيان لها، أن الغارات التي استهدفت محطة شركة النفط بشارع الستين ومحطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة، خلفت قتلى وجرحى بين المدنيين، "في انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف الأعيان المدنية أو تعريض السكان الأبرياء للخطر"، مشددة على أن استمرار التغاضي عن هذه الجرائم سيؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية والانتهاكات الجسيمة.
وقالت المنظمة إن الحصيلة المعلنة عن الضحايا "تعكس أن المدنيين كانوا هم الهدف الفعلي للغارات، وليس أي موقع عسكري كما يُزعم".
وأشارت المنظمة إلى أن القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر استهداف المدنيين جريمة حرب تستوجب الملاحقة والمحاسبة.
وأضافت أن استهداف المنشآت المدنية المحمية بموجب اتفاقيات جنيف يُمثل جريمة حرب، إذ يحظر القانون الدولي استهداف المرافق الخدمية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية، لافتةً إلى أن هذه الهجمات تُفاقم من الأزمة الإنسانية القائمة في اليمن وتعرض المدنيين لمخاطر مضاعفة، خصوصاً في ظل غياب أي إجراءات وقائية لحمايتهم.
واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات العشوائية والمفرطة بالقوة تعكس استهتاراً صارخاً بالقواعد الآمرة في القانون الدولي، مشددةً على أن إفلات مرتكبيها من العقاب ساهم في تكرار مثل هذه الانتهاكات على مدى السنوات الماضية.
وأكدت المنظمة أن سقوط الضحايا المدنيين بصورة متكررة يبرهن على أن اليمنيين يعيشون في دائرة انتهاكات متواصلة بلا حماية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عملية وفورية لحمايتهم.
وطالبت المنظمة بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها دون استثناء، كما دعت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى تفعيل آليات الحماية الدولية وتوفير ضمانات لعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وكانت السلطات الصحية التابعة لجماعة الحوثي قد أعلنت فجر اليوم ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 6 قتلى و86 جريحاً.
ومساء أمس الأحد، شنت مقاتلات العدو الصهيوني، سلسلة غارات على صنعاء، استهدفت محطة الكهرباء بحزيز جنوب صنعاء، وشركة النفط في شارع الستين الشمالي ومحيط القصر الجمهوري وسط العاصمة.
وعقب ذلك أعلنت إسرائيل أن هجماتها استهدفت "بنى تحتية عسكرية للحوثيين"، بينها مجمع يضم القصر الرئاسي ومحطة كهرباء حزيز، إضافة إلى موقع لتخزين الوقود. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن العملية جاءت "ردًا على اعتداءات متكررة شنها الحوثيون ضد إسرائيل".
