أمطار غزيرة و سيول جارفة
في مشهدٍ استثنائي فرضته الطبيعة ، واجهت محافظة لحج ، خلال الأسبوع المنصرم ، كارثة إنسانية جسيمة ، و نكبة بيئية صعبة ، تمثَّلت في هطول الأمطار الغزيرة غير المسبوقة ، و تدفُّق السيول الجارفة ، التي اجتاحت عدداً من مديرياتها ، متسبِّبةً في أضرار كبرى ، طالت منازل المواطنين ، و ممتلكاتهم الخاصة ، بالإضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من البنى التحتية الخدمية .
" تُركي " و قيادة العمل الميداني
و في خضم هذه الأزمة ، برزت الإدارة الحكيمة ، و الجهود الحثيثة لمعالي اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء " 17 " مُشاة بالمحافظة ، الذي قاد العمل الميداني بحضوره المباشر ، في موقع حدوث الكارثة الإنسانية ، متقدِّماً الصفوف الأولى ، إلى جانب المواطنين المتضرِّرين .
رفع مستوى الجاهزية القصوى
منذ اللحظات الأولى ، لبدء هطول الأمطار ، أصدر المحافظ " تُركي " ، توجيهاته العاجلة لكل المكاتب التنفيذية بمحافظة لحج ، و قيادات السلطات المحلية بمديريات المحافظة ، داعياً إلى رفع مستوى الجاهزية القصوى ، و التنسيق المستمر مع غرفة العمليات المركزية بالمحافظة .
معاينة الأضرار على الطبيعة
لم يكتفِِ المحافظ " تُركي " ، بمتابعة التقارير الرسمية من مكتبه فقط ، بل حرص على النزول الميداني بنفسه ، إلى المواقع بالمناطق التي تضرَّرت بفعل السيول و اكتسحتها ، و امتدت إليها الكارثة الإنسانية ، متفقِّداً فيها أحوال الأُسَر المنكوبة ، و معايناً حجم الأضرار على الطبيعة ، مؤكداً أن أولويته القصوى هي حماية أرواحهم الثمينة ، و تقديم العون العاجل لمحتاجي المساعدات الفورية .
خطط طارئة لإنقاذ الأرواح و الممتلكات
ترأَّس المحافظ " تُركي " ، لجنة الطوارئ الرسمية بمحافظة لحج و اجتماعاتها ، و بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني ، جرى تنفيذ الغوث العاجل للأُسَر ، و تأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء ، و مياه ، و أغطية ، بالإضافة إلى العمل على نقل العائلات التي انهارت منازلها إلى مواقع أكثر أماناً .
لجان هندسية لتقييم الأضرار
لم يتوقَّف الأمر عند المعالجات الإنسانية المباشرة فقط ، بل بادر معالي اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء " 17 " مُشاة بالمحافظة ، إلى تشكيل اللجان الهندسية لتقييم الأضرار بمحافظة لحج و مديرياتها ، التي لحقت بالطرق ، و الجسور ، و شبكات الكهرباء ، و المياه ، و الصرف الصحي ، فيها ، مع إعداد خطة عاجلة لإعادة تأهيل البنى التحتية المتضرِّرة ، بما يضمن استئناف الخدمات الأساسية للمواطنين ، في أسرع وقت ممكن .
مساعدات عاجلة . . و وعود صادقة
خلال زيارته ، إلى منطقة دَار المَنَاصِرَة بمديرية تُبَن بمحافظة لحج ، صباح يوم الثلاثاء الموافق 26 أغسطس 2025 م ، بادر المحافظ " تُركي " ، بتوزيع السلال الغذائية ، و المواد الإغاثية الأساسية ، على الأُسَر المتضرِّرة ، في خطوة عاجلة للتخفيف من آلامهم و إسنادهم في هذه اللحظات العصيبة ، و أكد أن هذه المساعدات ليست سوى البداية ، و أن الجهود ستُكثَّف لإعادة إعمار ما دمََّّرته السيول ، حتى تعود منطقة دَار المَنَاصِرَة ، أكثر قوةً و تماسكاً .
قرارات حاسمة . . و خطط دفاعية ضد الكوارث
و لأن الوقاية جزء من العلاج ، فقد وجَّه محافظ محافظة لحج " تُركي " ، مكتب وزارة الزراعة و الري بالمحافظة ، بسرعة إنشاء الجابيونات الدفاعية على وجه السرعة ، لحماية منازل المواطنين و مزارعهم من أخطار السيول المقبلة ، كما شدَّد على مختلف المرافق العامة و القطاعات الخدمية بالمحافظة : الكهرباء ، المياه ، الصحة ، التعليم ، الطرق ، النظافة و التحسين ، البيئة ، بضرورة تكثيف الجهود و الاهتمام بالمنطقة و تخفيف معاناة أبنائها .
تواصل مكثَّف مع الحكومة و المنظمات الدولية
في إطار جهوده المتواصلة ، تواصل المحافظ " تُركي " ، مع الحكومة ، و وزاراتها المختصَّة ، و وضعهم أمام مقدار الكارثة ، مطالباً بدعم عاجل لمحافظة لحج ، من خلال الآليات الهندسية ، و مستلزمات إغاثية ، كما عقد لقاءات مع ممثلي المنظمات الإنسانية و الهيئات الدولية العاملة في اليمن ، مؤكداً أهمية مضاعفة تدخُّلاتهم الإغاثية و الإنسانية في هذه المرحلة الحرجة ، لتغطية الاحتياجات المتزايدة للمتضرِّرين، و للمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية ، التي دمَّرتها السيول .
صوت المواطن أولوية قصوى
لم يغفل المحافظ " تُركي " ، عن الجانب الإنساني للأزمة و منحاها النفسي ، بيد أنه التقى بالعديد من الأُسَر المنكوبة ، مستمعاً إلى شكاواهم باهتمام بالغ ، و واعداً إياهم بأن قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج ، تقف إلى جانبهم حتى تتجاوز المحافظة هذه الرزيئة الصعبة ، و لاقت هذه اللَّفتة الإنسانية ، تفاعلاً إيجابياً من المواطنين ، الذين أشادوا بجهود المحافظ " تُركي " ، و متابعته الدقيقة لمشكلاتهم في الميادين .
نداء جماهيري و مسؤولية جماعية
و في خطاب جماهيري ، وجَّهه إلى أبناء محافظة لحج ، دعا المحافظ " تُركي " ، الجميع إلى التكاتف و التعاون و التلاحم ، مؤكداً أن مواجهة الكوارث الطبيعية ، مسؤولية مشتركة تتطلَّب تكامل أدوار قيادات السلطات المحلية بالمحافظة و مديرياتها ، و المجتمع المدني ، و القطاع الخاص ، جنباً إلى جنب مع المواطنين . . و قال المحافظ " تُركي " ، في كلمته : (( أيُّها المواطنون . . هذه الشِّدَّة امتحان لصلابتنا و وحدتنا و تضامننا معاً ، و بالعزيمة و الإرادة و التعاون ، سنتجاوزها كما تجاوزنا الكثير من التَّحدِّيات )) .
نحو رؤية مستقبلية للحد من المخاطر
لم يقتصر دور المحافظ " تُركي " ، على إدارة الأزمة الحالية فحسب ، بل بدأ بوضع رؤية مستقبلية ، للحد من المخاطر المحتملة ، فأعلن عن تبنِّي خطة استراتيجية تشمل : إنشاء مصارف مائية جديدة لتصريف مياه الأمطار ، و إعادة تأهيل السدود ، و الحواجز المائية القائمة ، و إدماج معايير التخفيف من الكوارث في خطط التنمية المحلية لمديريات محافظة لحج ، و تدريب الفرق المحلية المتخصِّصة للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ .
تحويل التَّحدِّيات إلى فرص
أثبتت كارثة الأمطار و السيول الأخيرة ، أن القيادة الرشيدة ، و الإدارة الحكيمة ، قادرة على تحويل التَّحدِّيات إلى فرص ، لتعزيز وحدة المجتمع ، و رفع مستوى الاستعداد لمواجهة المخاطر ، و بجهود معالي اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء " 17 " مُشاة بالمحافظة الحثيثة ، و مشاركة المخلصين من أبناء المحافظة ، بدأت ملامح الأمل تتجلَّى رغم قسوة النازلة ، في انتظار مرحلة جديدة من التعافي ، و إعادة البناء ، لتظل محافظة لحج ، نموذجاً للصمود و التكاتف في مواجهة الأزمات .