حاورها / محمد وحيد المقطري
وسط زحام المشهد الإعلامي اليمني، برزت أسماء صنعت لنفسها حضورًا استثنائيًا، ومن بينها الصحفية صفاء عمر التي شقت طريقها في ظروف صعبة، متسلحة بالشغف والإصرار، لتصبح واحدة من الوجوه البارزة في ساحة الإعلام بحضرموت. من قاعات الصحف الورقية إلى أثير الإذاعة، ومن ميادين الميدان إلى النقاشات العامة، وضعت بصمتها كإعلامية مؤثرة وقيادية فاعلة، وأثبتت أن الصحافة ليست حكرًا على الرجال. في هذا الحوار الخاص مع صحيفة عدن الغد، نفتح صفحات مسيرتها المهنية ونسلط الضوء على رؤيتها للإعلام في عصر وسائل التواصل، وعلى التحديات التي واجهتها كامرأة في ميدان مليء بالتحديات.
س1- عرفينا عن نفسك؟ وطبيعة عملك؟
● أنا صفاء عمر، بكالوريوس صحافة وإعلام من جامعة عدن، وأحضر حاليًا لمرحلة الماجستير في نفس الجامعة.
عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في مديرية غيل باوزير/ حضرموت، وعضو المجلس العام لنقابة الصحفيين والإعلاميين. بدأت عملي في صحيفة الأيام قبل توقفها، ثم سكرتيرة لمدير فرع صحيفة 14 أكتوبر بحضرموت، بعدها مذيعة في إذاعة المكلا وإذاعة نما إف إم، ثم انتقلت لصحيفة 30 نوفمبر حتى وصلت إلى منصب سكرتيرة التحرير.
س2- كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على دور الصحافة؟
● وسائل التواصل الاجتماعي عالم آخر، يفرض علينا استقبال كميات هائلة من المعلومات يوميًا. برأيي هي اليوم تغذي الإعلام الرسمي والخاص، خصوصًا في الجوانب الإنسانية والبشرية. أبرز مثال هو ما يجري في غزة، حيث ينقل الصحفيون هناك الأخبار مباشرة عبر حساباتهم، قبل أن تصل للقنوات الفضائية.
س3- ما هي أفضل الممارسات للتحقق من صحة الأخبار على وسائل التواصل؟
● المتلقي نفسه هو الفاصل. إذا كان ذكيًا وحاضر الذهن، يربط الأحداث ببعضها ويعود إلى المصادر الرسمية أو وكالات الأنباء الكبرى، فسيتجنب فخ الشائعات. الصحفي الذكي لا يكتفي بالنقل، بل يسعى للتأكد بالاتصال المباشر بالمصادر أو الجهات المعنية.
س4- كيف نتعامل مع الأخبار الكاذبة التي يشاركها الأصدقاء؟
● لا يقصد الأصدقاء غالبًا نشر الأخبار الكاذبة عن عمد، بل ينساقون وراء الإثارة. على العارف بالحقيقة أن يوضحها ويمدهم بالوثائق إن وجدت. إن رفضوا التصحيح، فعلى الصحفي نشر الحقيقة بنفسه وتكذيب الخبر، أو الامتناع عن النشر إذا كان ناقصًا وغير مكتمل.
س5- هل هناك مواقع عربية موثوقة للتحقق من الأخبار؟
● نعم، مثل منصة مسبار المتخصصة في كشف الأخبار الكاذبة، وكذلك منصات تأكد و فتبينوا، وهي مصادر موثوقة في العالم العربي.
س6- ما أهم المهارات التي يحتاجها الصحفي الناجح؟
● أعتبر الصدق مع النفس والجمهور أهم المهارات. الصحافة لا تحتمل الكذب حتى ولو كان على سبيل المزاح. إضافة إلى ذلك: احترام الضيف، الإصغاء له، عدم المقاطعة، التواضع، واللباقة. الصحفي الذكي هو من يهيئ ضيفه نفسيًا، ويعرف كيف يستخرج منه المعلومة دون إحراج.
س7- ما أبرز التحديات التي واجهتك كصحفية؟
● أول التحديات كان الاندماج في مجتمع ذكوري لا يقبل بسهولة عمل المرأة ليلًا أو في ظروف صعبة. أذكر أنني قطعت مسافات طويلة من غيل باوزير إلى المكلا، وصارعت لأنتزع حقي في المناوبة المسائية قبل 13 عامًا. رغم الإحباط الأولي، قدمت لاحقًا إنجازات بارزة مثل تحقيق صحفي عن المهمشين في حضرموت، وهو ما أكسبني ثقة الناس والوسط الإعلامي.
س8- كيف تتغلبين على ضغوط العمل الصحفي؟
● توزيع المهام بين الزملاء، وممارسة الهوايات، وخلق أجواء أخوية داخل المؤسسات الإعلامية كلها عوامل تخفف من الضغط. حب المهنة والإخلاص لها يجعلان الصحفي أكثر صمودًا أمام الأعباء اليومية.
رسالتك للمجتمع؟
● في ظل الظروف الصعبة، أقول للجميع: لنتجاوز خلافاتنا السياسية، فهي خلافات عقيمة. فلننتقد عمل المسؤولين دون تجريح، ولنكتب ونصور ونبدع لنقرب بين وجهات النظر. وطننا يستحق الحياة، وشعبنا لا يستحق أن يُسحق تحت البند السابع.
أخبار المحافظات
مكتب الأشغال العامة و الطرق بمديرية القطن يقوم شفط مياه الأمطار من الشوارع العامة ...
