كان لي الشرف اليوم أن أحضر حفل تخرج واحد وستون حافظاً وحافظةً من جامعة القرآن والعلوم الإسلامية الدفعة (13) والذي أقيم في قصر سبأ بمدينة عدن .
فمع إشراقة صباح هذا اليوم الجميل اكتضت القاعة بالمشاركين _ ذكوراً وإناثاً _ وحضر الحفاظ والحافظات يترنمون بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة، وترتيلاً شنف آذن المشاركين ، وألهب عواطفهم ، وهيج مشاعرهم .
واحد وستون حافظاً وحافظةً اكملوا حفظ القرآن الغالبية منهم يحفظونه بالقراءات العشر وهذا ما ميَّز هذه الدفعة عن سابقاتها .
واحد وستون حافظاً وحافظةً حزموا
أمرهم ووطنوا أنفسهم ، وعقدوا العزم
على إنارة عقولهم ، وإضاءة قلوبهم ، وتزكية نفوسهم ، وتهذيب سلوكهم ، والسير على نهج نبيهم .
ومن حسن طالع هذه الدفعة أنها تزامنت مع ذكرى مولد الحبيب محمد (ص ) حامل لواء القرآن ، وهادي الأنام ، ليتصل البدء بالختام ..
فمن هناك ، من مكة المكرة قبل ألف وأربع مائة عامِِ كانت البداية ...
كانت قصة هذا النور الساري
الذي بدد ظلمات الجهل والوهم ، والخرافة وأضاء
للبشرية الحائرة طريقها ، والتقطها من ذلك السفح الهابط ، والوحل المشين الذي جثم على صدرها ردحاً من الزمن ، ورفعها إلى تلك القمة السامقة من الأخلاق ، والقيم ، والسلوكيات الحسنة ..
فكانت خير أمة أخْرِجَتْ للناس ...
شيدت بذلك النور أعرق حظارة عرفها الإنسان ، وأسدت للعالمين خير منهج عرفته البشرية ...
فتذوق الناس قيمة العلم وقيمة العدل وقيمة الحرية وقيمة المساواة ، وقيمة الحياة ذاتها .
واليوم وبختام هذه الدفعة مرحلة من مراحل دراسة القرآن ...يعيدون الاتصال بالبدء ...
وذلك كي يقتفوا أثر الحبيب محمد ( ص) ، ويواصلوا مشواره ، ويحملوا مشعل هدايته ، ويرفعوا راية منهجه، ويلغوا نور رسالته .
حقاً لقد كان حفلاً متميزاً ...
متميزاً من حيث الإعداد ، ومتميزاً من حيث عدد المشاركين ،. ومتميزاً من حيث نوعية الفقرات التي عُرِضَت ، ومتميزاً من حيث تفاعل الحاضرين ، ومتميزاً بأن كان عدد الخريجين من ذوي الاحتياجات الخاصة (أربعة طلاب ، وطالبتان) بل وكان الأول على الدفعة طالبة كفيفة .
لقد سُعِدت كثيراً بمشاركتي هذا العرس القرآني البهيج ، وكانت سعادتي أكبر بأن شاركت مديرية مودية بخريجات الدفعة الأولى لفرع الجامعة في أبين / م / مودية ..
لتثبت هذه المديرية بأنها مشعل للنور ، وقلعة للعلم ، ومركز للثقافة ، ومحضن للوسطية والإعتدال .
كل الشكر والتقدير لإدارة الجامعة ، ومدرسيها وطاقمها الإداري .. والشكر موصول لأصحاب الأيادي البيضاء الداعمين لهذا الصرح القرآني المتميز .
ونبارك للخريجين والخريحات ، ونتمى أن يكونوا إضافة نوعية لمواكب القرآن الكريم .