نظّمت بيت الصحافة بالشراكة مع مكتب شؤون الحصار بمحافظة تعز صباح اليوم الإثنين، جلسة استماع توثيقية لشهادات حول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين في محافظة تعز بعنوان: "ذاكرة تعز الصحفية.. الحقيقة في قلب الحصار".
وخصّصت الجلسة، التي حضرها صحفيون وحقوقيون وناشطون، لسماع وتوثيق شهادات صحفيين واجهوا الحصار والانتهاكات في تعز، ودفع بعضهم حياتهم أو حريتهم ثمنًا لنقل الحقيقة.
واستعرض المصور الصحفي عزام الزبيري تجربته في تغطية الجبهات، متحدثًا عن إصاباته المتكررة أثناء عمله الإعلامي، وعن مقتل شقيقه أواب الزبيري أمام المستشفى العسكري، إثر قيام مليشيا الحوثي بنسف مبنى سكني كان يتواجد فيه للتصوير، مؤكدًا أن الكاميرا في تعز لم تكن أداة مهنية فحسب، بل سلاحًا في وجه التعتيم.
وقدم المصور وليد القدسي شهادته المؤلمة عن مجزرة الإعلاميين في جبهة التشريفات بتاريخ 26 مايو 2017، حيث أُصيب بجراح أدت إلى بتر أحدى قدميه فيما قتل زميلاه تقي الدين الحذيفي ووائل العبسي، وأُصيب عدد آخر من الإعلاميين.
ومن جانبه تحدث الصحفي محمد الحذيفي، والد المصور الصحفي تقي الدين الحذيفي، والذي قتل في مجزرة الإعلاميين، تحدث بمرارة عن فقده لابنه، مشددًا على أن دماء الصحفيين ستبقى شاهدًة على أن الحقيقة لا تُدفن، حتى وإن استُهدف حاملوها.
وفي الجلسة أيضًا استعرض الصحفي بدر سلطان معاناته كصحفي مختطف، حيث أمضى خمس سنوات ونصف في سجون مليشيا الحوثي بعد اعتقاله من صنعاء في يوليو 2016 حتى سبتمبر 2021، واصفًا سنوات الاعتقال بأنها محاولة لقتل الروح، لكنها فشلت في كسر إرادة الكلمة.
وسرد الصحفي محمد الصلاحي، وهو مختطف سابق، تجربته القاسية في سجون الحوثيين، والتي استمرت خمس سنوات، حيث عانى التعذيب والحرمان من الحقوق الأساسية، مشيرًا إلى أن الحرية قد تُسلب بالجسد، لكنها لا تُسلب بالفكر والإيمان بالرسالة.
الجلسة ركزت على إبراز الثمن الذي دفعه الصحفيين مقابل مساعيهم لنقل الحقيقة وتغطية معاناة السكان بسبب الحرب والحصار في محافظة تعز، حيث دفع الصحفيون فيها حياتهم وحريتهم ثمنًا لنقل الحقيقة من قلب الحصار.
وأكد المتحدثون أن توثيق هذه الشهادات ونقلها إلى الوعي العام، يمثل خطوة في مواجهة محاولات التعتيم والنسيان، ورسالة بأن الصحافة في تعز ستظل تقوم بدورها في قلب المعركة، مهما اشتدت التحديات.
تأتي هذه الجلسة ضمن أنشطة أسبوع ذاكرة الحصار الذي يتضمن فعاليات فنية وتوثيقية وحقوقية، يحتضنها متحف الذاكرة، وهو مشروع بصري وحقوقي يهدف إلى توثيق أطول جريمة حصار في التاريخ المعاصر، وفضح آثارها الإنسانية على المدنيين في مدينة تعز.