آخر تحديث :الأربعاء-24 سبتمبر 2025-02:11م
وفيات

وفي غرة ربيع الآخر .. رحيل العلامة عبدالعزيز آل الشيخ

الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - 12:38 م بتوقيت عدن
وفي غرة ربيع الآخر .. رحيل العلامة عبدالعزيز آل الشيخ
(عدن الغد)خاص:

وأنا أعزي نفسي والأمة الإسلامية جمعاء، بوفاة سماحة مفتي المملكة العلامة عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله، الذي وافاه الأجل في غرة هذا الشهر الهجري، لعام سبعة وأربعين وأربعمائة وألف.

تذكرت قول حافظ:

إذا تصفحت ديواني لتقرأهُ

وجدت شعر المراثي نصف ديواني


لقد كان اليوم كغيره من الأيام، يشرق شمسه وتغرب، ولكن هذا اليوم لم يكن عاديا في نفسي وعند المسلمين ، بل كان له وقع خاص، ذلك أنه جاءنا فيه نبأ لم نكن نتوقعه، نبأ رحيل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فكان أن أغمضت عيني قليلا، وكأنما أردت أن أرى هذا الخبر بعين القلب لا بعين البصر، وأن أشغل ذهني عن مرارة الحاضر بحلاوة الماضي.


وإنما هذا اليوم، غرة ربيع الآخر، لم يكن غريبا عنا، بل هو يوم من أيامنا التي لا تكاد تمر إلا ولها في التاريخ صلة.

فلقد تذكرت كيف كان شيوخنا يحدثوننا عن هذا الشهر، وكيف كان له في حياة الأمة شأن، لا لشيء إلا لأنه شهر شهد أحداثا لا تنسى.

فلقد كان في هذا الشهر انطلاق جيش #أسامة، بعد أن أصر الخليفة أبو بكر على إنفاذه، كأنما يقول للمسلمين إن مسيرة الجهاد لا تتوقف، وإن الأمة لا تموت بموت قادتها.

- وفي مثل هذا الشهر، تم للمسلمين الفتح العظيم في نهاوند، الذي أسموه "فتح الفتوح"، وكأنما التاريخ يعلمنا أن النصر يأتي بعد الصبر، وأن كل نهاية هي بداية لعهد جديد.


وهكذا، عاد ربيع الآخر اليوم ليعيد إلى ذاكرتنا كل ذلك، وليضيف إليه حادثا جللا، هو رحيل الشيخ المفتي، الذي كان صوته لا يزال يسمع في آذاننا، وكلماته لا تزال تثبت قلوبنا. فرحم الله الشيخ، وألهمنا الصبر على فراقه، وجعل هذه الذكرى حافزا لنا، كي لا ننسى أن للأمة تاريخا، وأن لهذا التاريخ أبطالا، وأن من واجبنا أن نحمل رايتهم من بعدهم.


الصورة لسماحته وهو يجيب عن أسئلة المسلمين، وهو طريح الفراش.. فغفر الله له، وأخلف الأمة بعده خيرًا، وجبر كسرها.


عبدالعزيز الموصل

1ربيع الآخر1447هـ