آخر تحديث :الخميس-25 سبتمبر 2025-07:43م
أخبار وتقارير

عيدروس الزبيدي : استقلال الجنوب يفتح الباب امام علاقات مع إسرائيل

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - 06:38 م بتوقيت عدن
عيدروس الزبيدي : استقلال الجنوب يفتح الباب امام علاقات مع إسرائيل
The National، صحيفة باللغة الانجليزية مقرها الامارات

قال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، في مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال وهي The National، صحيفة باللغة الإنجليزية مقرّها في دولة الإمارات العربية المتحدة إن إعلان دولة يمنية جنوبية مستقلة سيمهّد الطريق لإقامة علاقات مع إسرائيل.


وأوضح الزُبيدي، وهو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أن جميع الظروف مهيأة لإعلان الدولة، مشيرًا إلى أن الانفصال سيمكن الجنوب من اتخاذ قراراته الخاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك خيار الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وقال: "قبل أحداث غزة، كنا نتقدم نحو الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وإذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، فإن هذه الاتفاقيات ستكون ضرورية للاستقرار في المنطقة. وعندما نمتلك دولتنا الجنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات".


ويأتي هذا في وقت نفذت فيه إسرائيل ضربات جوية عدة على مواقع جماعة الحوثي في صنعاء والحديدة، فيما يواصل الحوثيون إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، وقد أصابوا مدينة إيلات بطائرة مسيّرة يوم الأربعاء الماضي.


ويضم مجلس القيادة الرئاسي اليمني ثمانية أعضاء يقودون الحكومة المعترف بها دوليًا من مقرها المؤقت في عدن، ويشغل المجلس الانتقالي الجنوبي ثلاثة مقاعد من أصل ثمانية. أما الحوثيون فما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء.


تحدث الزُبيدي إلى الصحيفة من نيويورك بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تصدرت قضايا الشرق الأوسط جدول الأعمال، فيما دعا عمال إغاثة قادة العالم لاتخاذ "إجراءات عاجلة وحاسمة" لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن بعد سنوات من الصراع.


وأكد الزُبيدي أن الجنوبيين يرون أنفسهم جاهزين للاستقلال قائلاً: "الجنوب محرر ونحن نحمي حدودنا. سياسيًا وجيوسياسيًا نحن مستعدون. ما نحتاجه فقط هو إعلان الاستقلال وأن يعترف الآخرون بنا".


وأشار إلى أن الاستقلال لن يعزل الحوثيين في الشمال فحسب، بل سيوفّر وضوحًا أكبر للشركاء الدوليين. وأضاف: "مع تعقّد الوضع، نشعر أننا قد نعلن الاستقلال في أي وقت. الجنوبيون يسيطرون بالفعل على أرضهم، والجيش والشرطة موجودون".


واستعاد الزُبيدي التاريخ قائلاً إن البلاد كانت مقسومة بين الشمال والجنوب منذ عام 1967 حتى توحيدها عام 1990، وهو ما يجعل عودة سيناريو الدولتين أمرًا "غير مستبعد ولا مستحيل". وأضاف: "التحدي الرئيس هو إقناع شركائنا بحقنا في تقرير المصير وبدء المرحلة الانتقالية. نحن نأمل أن تساعد الدول الداعمة في تحرير الشمال من الحوثيين، وتمكين الجنوب من نيل استقلاله".


السلام مجمّد

وصف الزُبيدي عملية السلام بأنها متوقفة، قائلاً: "عملية السلام توقفت ومجمدة. بعد هجمات الحوثيين لا توجد أي آفاق حقيقية. هذه الهجمات غيّرت الحسابات كليًا. نحن في حالة لا حرب ولا سلم".


ورحّب بقرارات تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، معتبرًا أنهم باتوا ضعفاء ومعزولين. وقال: "حاول الحوثيون استثمار دورهم الإقليمي بمهاجمة إسرائيل، لكن هجماتهم ضعيفة وغير مؤثرة. هم الآن في موقف بالغ الضعف، وما يفعلونه يزيد من معاناة الشعب اليمني".


واعترف الزُبيدي بالصعوبات الاقتصادية التي تواجه الحكومة المعترف بها دوليًا، مشيرًا إلى أن اعتماد الدولة على النفط بنسبة 70% من الميزانية جعل الإيرادات تتراجع بشكل حاد منذ استهداف الحوثيين لموانئ التصدير. وأضاف: "رئيس الوزراء والحكومة يبذلون جهدهم، لكن الوضع صعب ومكلف للغاية. نحن بحاجة إلى جهود جادة لإعادة تشغيل الصادرات وتحسين أوضاع شعبنا".


وأشاد بالدعم السعودي والإماراتي قائلاً: "لقد قدما الكثير على مدى السنوات، ماليًا وفي مجال الطاقة. ولولا دعمهما لانهار كل شيء".


وعن الوضع الأمني، تحدث عن تحديات السواحل الجنوبية قائلاً: "نحاول الحفاظ على الأمن بالإمكانات المتاحة، لكن التحدي الأكبر هو مواجهة الخلايا المتطرفة. الساحل طويل جدًا، وهناك هجرة وتهريب مخدرات. العديد من الدول تساعدنا، لكن خطط تعزيز أمن الحدود محدودة للغاية".


وختم الزُبيدي بأن استقلال الجنوب ليس مجرد مطلب محلي، بل جزء من التزام أوسع بالاستقرار الإقليمي: "ندعم حل الدولتين – دولة يمنية في الشمال وأخرى في الجنوب – ودولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. تقرير المصير حق مشروع، وكل الشعوب لها الحق في تحديد مستقبلها".