آخر تحديث :الأحد-28 سبتمبر 2025-11:52م
وفيات

في ذكرى رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر

الأحد - 28 سبتمبر 2025 - 10:54 م بتوقيت عدن
في ذكرى رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر
كتب / علي ناصر محمد

برحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر خسرت مصر والأمة العربية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحركات التحرر العالمية قائدًا عربيًا استثنائيًا، ظل وفيًا لقضايا العدالة الاجتماعية والحرية وفلسطين ومحاربة الاستعمار في العالم الثالث حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى في 28 سبتمبر 1970.


شيد عبد الناصر نهضة مصر الحديثة وجوهرها التصنيع، وخاض معارك وطنية أجبرت القوات البريطانية على الجلاء عن قناة السويس، وقام بتأميم قناة السويس، وبنى السد العالي ومصانع الحديد والصلب والألومنيوم، وأتاح التعليم المجاني والطبابة للجميع، الأمر الذي فتح أبواب المعرفة وخلق حراكًا اجتماعيًا خفف من حدة الفوارق الطبقية.


وامتد دور عبد الناصر ليشمل الأمة كلها، فقد وقف إلى جانب ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وساند ثورتي اليمن للدفاع عن النظام الجمهوري وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني بعد 129 عامًا من الاحتلال.


كما شهدت أفريقيا في عهده الموجة الكبرى للتحرر من الاستعمار والعنصرية، وأقام عبد الناصر تحالفات استراتيجية مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية، وأسهم في تأسيس حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الأفريقية، وفعّل الجامعة العربية لتضطلع بدورها القومي.


التقيت به رحمه الله قبل وفاته بثلاثة أشهر، ويومها، رغم قسوة الظروف والصعوبات الاقتصادية بعد حرب 1967 وحرب الاستنزاف، أكد لي استمرار دعم مصر لليمن شمالًا وجنوبًا.


تحل اليوم هذه الذكرى والأمة العربية تمر بظروف بالغة القسوة؛ فغزة والضفة المحتلتان تواجهان منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة وحصارًا وتجويعًا وتطهيرًا عرقيًا، وتشن إسرائيل العدوان تلو العدوان على اليمن ولبنان وسوريا، وآخرها قطر، بينما العرب يلوذون بالصمت.


إن تجارب ودروس عبد الناصر وإنجازاته التي أكسبته شعبية عالمية طاغية ستظل ملهمة لكل من يتطلع إلى التنمية المستقلة والحرية، لكن للأسف يتسابق البعض اليوم لإرضاء الولايات المتحدة عبر إضعاف المقاومة أو معاداتها أو التطبيع مع الكيان، متجاهلين موقف الدول التي ترفض التطبيع قبل قيام الدولة الفلسطينية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.


ووفاءً لمبادئ جمال عبد الناصر وفي وجه كل التحديات، لا سبيل أمامنا إلا الحوار الوطني الجامع بديلًا عن التفكك والصراعات ورفض تجزئة الأمة العربية، وهو ما تسعى له الحركة الصهيونية منذ تأسيسها عام 1897 ثم الكيان غير الشرعي منذ 1948.


المجد والخلود للزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله.