قال المحلل العسكري العميد محمد الكميم إن ما تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وخليج عدن يعكس تناقضاً صارخاً بين الشعارات التي ترفعها والممارسات التي تنفذها على الأرض، مؤكداً أن الجماعة تتجنب استهداف السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية رغم ادعائها خوض "حرب مفتوحة" معها، فيما تركز هجماتها على سفن تجارية لا علاقة لها بالصراع.
وأضاف الكميم أن آخر هذه الاعتداءات تمثّل في الهجوم الصاروخي الذي استهدف أمس سفينة تجارية هولندية وألحق بها أضراراً بالغة، إلى جانب فشل صاروخ آخر أطلق من مناطق الحوثيين وسقط في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، ما كاد أن يتسبب بكارثة إنسانية وأثار حالة من الهلع بين السكان.
ووصف الكميم هذه الممارسات بأنها "مفارقة عجيبة"، متسائلاً: "من تحارب هذه المليشيا إذا كانت تدّعي مواجهة أميركا وإسرائيل وبريطانيا، بينما تستثني سفنها المدنية والعسكرية من الاستهداف؟"، مشيراً إلى أن ما يجري يعكس تفاهمات سياسية خفية بين الجماعة وواشنطن ولندن وتل أبيب.
وشدد العميد الكميم على أن هذا السلوك لا يخدم اليمنيين بأي شكل، بل يعرّض المدنيين لمخاطر جسيمة، ويحوّل الأراضي اليمنية إلى ساحة صراع عالمي، لافتاً إلى أن استمرار هذه الاعتداءات سيزيد من عزلة اليمن ويعمّق أزماته الإنسانية والاقتصادية.
