نظّمت مؤسسة معالي للتنمية، اليوم الأربعاء، ورشة عمل خاصة بمناقشة النزاعات البيئية في مديرية عتق بمحافظة شبوة، بمشاركة اللجان المجتمعية وممثلي السلطة المحلية، وذلك ضمن مبادرة "حل النزاعات البيئية – مديرية عتق نموذجًا"، وبالشراكة مع الائتلاف المدني للسلام، مؤسسة رنين اليمن، منظمة سيفرورلد، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
تهدف الورشة إلى تعزيز دور المجتمعات المحلية في طرح حلول سلمية ومستدامة للتحديات البيئية، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وما يصاحبها من آثار بيئية وصحية تهدد استقرار المجتمعات.
وفي افتتاح الورشة، أوضح الأستاذ ناصر جميل، المدير التنفيذي لمؤسسة معالي، أن الورشة تأتي في إطار سعي المؤسسة لتعزيز الحلول المجتمعية للنزاعات البيئية، مؤكدًا على أهمية إشراك اللجان المجتمعية في إيجاد آليات فعالة لمعالجة تلك النزاعات بطرق مستدامة.
من جانبه، أشاد الأستاذ عبدالله العمياء الخليفي، مدير عام مديرية عتق، بالجهود المبذولة من قبل المؤسسة والشركاء، مثمنًا الدور المحوري الذي تلعبه اللجان المجتمعية، وداعيًا إلى تعزيز التعاون بينها وبين السلطة المحلية في التصدي للتحديات البيئية، لا سيما في ظل تفاقم تأثيرات التغير المناخي. كما شدد على أهمية نشر السلوكيات الإيجابية بين السكان، وفي مقدمتها الالتزام بالنظافة العامة والتخلص السليم من النفايات.
كما دعا الاستاذ صالح باوهال، نائب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى استمرار تنظيم مثل هذه الورش، مؤكدًا على أهميتها في مواجهة التحديات البيئية والصحية المتزايدة نتيجة التغيرات المناخية، وانتشار الأمراض الناتجة عن طفح المجاري وضعف التصريف الصحي. وحثّ اللجان المجتمعية على تنفيذ حملات توعوية لرفع الوعي البيئي لدى المواطنين.
وأكد أ. ناصر سالمين، نائب مدير صندوق النظافة للشؤون الفنية، استعداد المكتب للتعاون مع اللجان المجتمعية من أجل تحسين مستوى النظافة العامة في المديرية، مشيدًا بجهودها في التخفيف من الأعباء الملقاة على الصندوق، في ظل ضعف الالتزام المجتمعي بإلقاء النفايات في الأماكن المخصصة.
ويُعد اعتماد اللجان المجتمعية في الأحياء المستهدفة – الأنصار، الشافعي، والمهاجرين – للمرة الأولى في محافظة شبوة كشركاء فاعلين في قضايا البيئة والتغير المناخي، قصة نجاح بارزة ضمن هذه المبادرة. حيث تم إضفاء طابع رسمي على دور هذه اللجان في رصد المشكلات البيئية، ورفع التوصيات، وتنفيذ مبادرات مجتمعية تعزز الوعي وتدعم الحلول المستدامة. ويُتوقع أن يسهم هذا النموذج في بناء شراكات دائمة بين المجتمعات المحلية والجهات الرسمية، كخطوة رائدة يمكن تكرارها في مديريات أخرى بالمحافظة.
وتطرقت الورشة، التي يسرها الدكتور طه باكر، مدير الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة شبوة، إلى استعراض أبرز النزاعات البيئية في مديرية عتق، والتحديات الناتجة عن التغيرات المناخية، وطرح حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع. وشارك في الورشة 20 من أعضاء اللجان المجتمعية من أحياء الأنصار، الشافعي، والمهاجرين، إلى جانب ممثلين عن الجهات المحلية.
ويُذكر أن مؤسسة معالي للتنمية ستقوم خلال الأيام القادمة بتنفيذ حملة نظافة تشمل عددًا من المواقع في الأحياء المستهدفة، تتضمن إزالة المخلفات وتوزيع حاويات لجمع النفايات، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الوعي البيئي وتحسين النظافة العامة بالشراكة مع اللجان المجتمعية البيئية والسلطة المحلية.