آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-11:06ص
أخبار وتقارير

تقرير أمريكي: إيران تهرب السلاح للحوثيين لاستهداف خصومها الإقليميين

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - 09:29 ص بتوقيت عدن
تقرير أمريكي: إيران تهرب السلاح للحوثيين لاستهداف خصومها الإقليميين
(عدن الغد)خاص:

حذر الأمريكي من أن اليمن لا يزال بعد عشر سنوات من الحرب منطقة إشكالية ومعقدة، حيث يستمر الصراع المسلح، ويتفاقم النقص في الغذاء والرعاية الطبية للسكان المدنيين، وسط عجز المنظمات الإنسانية عن التدخل الفعّال بسبب القيود التي تفرضها ميليشيا الحوثي.

وفق تقرير نشره موقع «Strategy Page» - "تواصل طهران تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، ليس فقط لدعم الحرب الأهلية اليمنية، بل لاستخدامها في استهداف خصوم إقليميين وفق أجندة إيرانية واضحة".

وأشار إلى أن احتجاز الحوثيين لعمال الإغاثة الأجانب أعاق جهود الحكومة والمنظمات الدولية في معالجة الأزمات الإنسانية المتفاقمة داخل البلاد.

وأوضح التقرير أن الموقع الجغرافي الحساس لليمن في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، والمطل على كلٍّ من الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، جعل من البلاد محورًا للتوترات الإقليمية.

فمع تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية، ارتفعت تكاليف التأمين البحري بشكل هائل، وتحولت ممرات البحر الأحمر إلى منطقة حرب رسمية، ما أجبر العديد من السفن التجارية على سلوك طريق بديل حول الساحل الجنوبي لأفريقيا.

هذا التحول، بحسب التقرير، زاد من الحاجة إلى أسطول سفن أكبر بنحو 10% لتغطية الرحلة الطويلة، مستفيدًا من فائض في السفن بلغ نحو 11%، تعمل جميعها الآن لتلبية الطلب المتزايد.

استعاد التقرير واقعة لافتة حدثت عام 2024، حين أصابت طائرة مسيّرة حوثية مبنى في تل أبيب، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين. وردت إسرائيل في اليوم التالي بغارات جوية مكثفة على ميناء الحديدة، استهدفت مواقع تخزين الوقود ومرافق الميناء ورافعات التفريغ.

وأوضح التقرير أن الحديدة تمثل منفذ الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، لاستخدامها في مهاجمة حركة الملاحة في البحر الأحمر، مضيفًا أن إصلاح الميناء قد يستغرق عامًا كاملًا إذا لم تتجدد الضربات.

الصواريخ الإيرانية

ذكر التقرير أن الحوثيين طوروا خلال السنوات الماضية قدراتهم الصاروخية بمساعدة إيران، حيث أصبحوا يمتلكون صواريخ باليستية طويلة المدى تم تهريبها إلى اليمن مجزأة، ثم أعاد الفنيون الإيرانيون تركيبها وإطلاقها من شمال اليمن باتجاه السعودية والإمارات.

كما أشار إلى أن الحوثيين اكتسبوا قدرات استطلاعية متقدمة تسمح لهم بإصابة أهداف بحرية بدقة، واستهداف السفن العابرة لمضيق باب المندب، البالغ عرضه 26 كيلومترًا، ما أجبر العديد من السفن التجارية على اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة يستغرق 14 يومًا إضافيًا لمسافة تفوق 6000 كيلومتر.

ويرى التقرير أن الهجمات الحوثية تمثل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية ولممر قناة السويس الحيوي، الذي يُعد مصدر دخل رئيسيًا لمصر بعائدات تبلغ نحو 10 مليارات دولار سنويًا. لافتا "أن إضعاف حركة المرور في القناة يصب في مصلحة إيران، ويعزز من هدفها الاستراتيجي في إضعاف خصومها الإقليميين عبر أذرعها المسلحة".

الغارات الأمريكية والإسرائيلية

بحلول نهاية عام 2024، توسعت الغارات الجوية الغربية والإسرائيلية على أهداف حوثية في اليمن، بمشاركة قاذفات أمريكية من طراز B-2، استهدفت منشآت تحت الأرض لتخزين الصواريخ ومراكز القيادة، ما أدى إلى انخفاض وتيرة الهجمات الحوثية.

في المقابل، شددت القوات الغربية الحصار البحري على السواحل اليمنية، وزادت عمليات تفتيش السفن وقوارب الصيد، فيما تتمركز عدة مدمرات أمريكية قبالة الساحل اليمني للتصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة.

ورغم محاولات الغرب اغتيال قادة الحوثيين لوقف التصعيد، إلا أن التقرير يؤكد أن تلك العمليات لم تُحدث فارقًا كبيرًا، نظرًا لأن الجماعة كبيرة ولديها بدائل كثيرة.

وأشار إلى أن الاغتيالات لا تُضعف البنية التنظيمية للحوثيين، بل تتسبب في اضطرابات مؤقتة، بينما تواصل الجماعة نهجها المتطرف، متجاهلة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وحتى قادتها.

خلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي تواجه إيران احتجاجات داخلية واسعة ضد سياساتها الخارجية المكلفة في اليمن وسوريا ولبنان، ورغم هذه الضغوط، تواصل طهران تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، ليس فقط لدعم الحرب الأهلية اليمنية، بل لاستخدامها في استهداف خصوم إقليميين وفق أجندة إيرانية واضحة.

وما يزال النظام الإيراني رغم الهشاشة الداخلية متمسكًا بدعم الميليشيات الإقليمية كأداة نفوذ، ما يجعل اليمن ساحة مفتوحة لصراع طويل الأمد بين إيران والغرب، تتقاطع فيه المصالح الإسرائيلية، والأمريكية، والمصرية والخليجية.