آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-11:06ص
مجتمع مدني

في يوم المعلّم العالمي.. الأستاذ صالح عبدالقوي عيسى… خمسون عامًا من البذل، وما زال يضيء كل صباحٍ بالعلم والنور

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - 09:36 ص بتوقيت عدن
في يوم المعلّم العالمي.. الأستاذ صالح عبدالقوي عيسى… خمسون عامًا من البذل، وما زال يضيء كل صباحٍ بالعلم والنور
كتب : د. صالح يحيى دقش

في يوم المعلّم العالمي، لا نتحدث عن مجرّد مهنة، بل عن رسالةٍ مقدّسةٍ حملها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومن بينهم قامةٌ تربوية شامخة، ووجهٌ مضيء في سجل التعليم، هو الأستاذ صالح عبدالقوي عيسى، الذي قضى خمسين عامًا في ميدان التربية والتعليم، ولا يزال حتى اليوم ينهض كل صباحٍ بنشاط المعلم الشاب، وحماس الرائد الأول.


لم يكن الأستاذ صالح يوماً معلّمًا عابرًا في سجل المدرسة، بل كان روحًا تربوية تصنع الفرق في كل مكانٍ حلّ فيه.

منذ بداياته الأولى، حين كان الطبشور يُمسك بحذرٍ كجوهرة، وحتى هذا الزمن الرقمي المتسارع، ظلّ هو ذاته: المعلم المخلص، والقدوة الحسنة، والسراج الذي لا ينطفئ.


كم من جيلٍ تخرّج على يديه، وكم من تلميذٍ صار اليوم طبيبًا أو مهندسًا أو قائدًا تربويًا، يحمل في ذاكرته ابتسامة أستاذه، وصدى كلماته التي غرست فيهم معنى الجدّ والانضباط والخلق.

لقد علّمهم الحروف، لكنه أيضًا علّمهم الحياة؛ علّمهم أن القيم لا تُدرّس على السبورة فقط، بل تُغرس بالموقف، بالنظرة، بالقدوة.


يتميّز الأستاذ صالح بحضوره الدافئ في المدرسة، بابتسامته التي تسبق خطاه، وبقدرته العجيبة على أن يجعل من يومٍ دراسيٍّ عاديٍّ يوماً مشرقاً.

تراه بين طلابه كالأب بين أبنائه، يوجّه بلطف، ويُحفّز بحكمة، ويزرع في كلّ من يلقاه شيئًا من الأمل.


وفي زمنٍ تتبدّل فيه الوجوه وتبهت فيه العزائم، يبقى هو ثابتًا كالنبراس، يذكّر الجميع بأن التعليم رسالة لا تنتهي بالتقاعد ولا تتوقف بالعمر.

خمسون عامًا وهو يزرع النور في العقول والقلوب، وما زال عطاؤه يتدفّق كالنهر، رقراقًا، متجددًا، مفعمًا بالحياة.


إننا في هذا اليوم – يوم المعلّم العالمي – لا نكرّم شخصًا فحسب، بل نحتفي بمدرسةٍ كاملةٍ في رجل واحد، وبقصة وفاءٍ لا تُكتب بالحبر بل بالعمر كله.


فكل التحية والتقدير لك أيها المعلّم القدير،

يا من جعلت من التعليم رسالة عمر،

ومن العطاء أسلوب حياة،

ومن حضورك اليومي درسًا في الإخلاص والانتماء.


دمتَ يا أستاذ صالح عبدالقوي عيسى رمزًا مضيئًا في سماء التربية والتعليم، ووجهًا نقيًّا من وجوه الوفاء التي تستحق أن تُروى سيرتها للأجيال.