آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-12:27م
رياضة

بعد اختيار ابن زيدان رسمياً لمنتخب الجزائر، ما هي "الجنسية الرياضية"؟

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - 10:49 ص بتوقيت عدن
بعد اختيار ابن زيدان رسمياً لمنتخب الجزائر، ما هي "الجنسية الرياضية"؟
BBC

في عالم كرة القدم الحديث، تُعد قضية "الجنسية الرياضية" من أكثر المواضيع تعقيداً وإثارة للجدل، حيث يقف اللاعبون مزدوجو الجنسية أمام خيار تمثيل أحد المنتخبات الوطنية، وهو قرار يحمل أبعاداً قانونية وثقافية وشخصية.

ويعكس هذا المفهوم تفاعل الهجرة والاندماج مع قوانين الاتحادات الرياضية الدولية، خاصة الفيفا، التي تنظم شروط أهلية اللاعبين.

وطفت هذه القصة إلى السطح مجدداً، بعدما قرر لوكا زيدان نجل أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان، اللعب لمنتخب الجزائر بعكس والده الذي فضّل اللعب لمنتخب فرنسا وبات أحد أشهر نجومه عبر التاريخ.

وأُعلن رسمياً يوم الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025 عن انضمام لوكا زيدان إلى قائمة منتخب الجزائر التي أعلنها المدير الفني فلاديمير بيتكوفيتش، لمواجهة الصومال وأوغندا في ختام تصفيات كأس العالم 2026.

وجاء ضم لوكا لمنتخب الجزائر رغم تمثيله فرنسا الناشئين في مرحلة.

وتُعد قضية "الجنسية الرياضية" انعكاساً مباشراً للتحديات التي تواجه اللاعبين مزدوجي الجنسية، بين الهوية الشخصية والفرص الرياضية، فهي ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي قصة انتماء وإنسانية في عالم كرة القدم، لذلك فإن فهم هذه القضايا يساعد في تقدير حجم تعقيدات اللعبة وأبعادها الاجتماعية والثقافية.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت قضية الجنسية الرياضية واللاعبين مزدوجي الجنسية من أبرز المواضيع المثيرة للنقاش في عالم كرة القدم، خاصة في صفوف اللاعبين العرب المنحدرين من أصول مغاربية، الذين نشأوا وتكوّنوا في أوروبا، لاسيما في فرنسا وهولندا وبلجيكا.

هؤلاء اللاعبون يجدون أنفسهم أمام اختيار صعب بين تمثيل المنتخب الوطني لبلد النشأة أو المنتخب الوطني لبلد الأصل، والذي غالباً ما يرتبط بجذورهم العائلية وهويتهم الثقافية.

هذا الاختيار لا يكون فقط رياضياً أو مهنياً، بل هو أيضاً قرار عاطفي وإنساني مرتبط بمشاعر الولاء والانتماء، ويثير أحياناً جدلاً واسعاً بين الجماهير ووسائل الإعلام، ويشغل اتحاد الكرة في كلا الطرفين، فبين عروض المنتخبات الأوروبية الكبرى وجاذبية تمثيل "الوطن الأم"، تتباين القصص والحالات.

وكشفت العديد من الحالات الخاصة بلاعبي كرة القدم عن انقسام حقيقي بين الانتماء العاطفي والانتماء المهني، خصوصاً في المجتمعات التي يعيش فيها أبناء المهاجرين، فبعض اللاعبين قالوا صراحة إنهم اختاروا المنتخب الأوروبي لأن فرص النجاح، والمشاركة في البطولات الكبرى، والتطور المهني كانت أكبر.

في المقابل، هناك جمهور في دول المغرب العربي يرى هذه الاختيارات نوع من"التنكر للأصول"، بينما يراها اللاعبون خيارات منطقية في سياق حياتهم.