آخر تحديث :الخميس-09 أكتوبر 2025-12:20ص
أخبار وتقارير

على الطريق الساحلي المميت... مستشفى أحور يصارع بالإرادة وسط غياب الإمكانيات

الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - 10:39 م بتوقيت عدن
على الطريق الساحلي المميت... مستشفى أحور يصارع بالإرادة وسط غياب الإمكانيات
احور (عدن الغد) بكري العولقي

مستشفى أحور العام، ذلك المستشفى الحيوي والهام، يقدم خدمات متواضعة لما يزيد عن 60 ألف نسمة، ويقع على امتداد الخط الدولي الرابط بين العاصمة عدن ومحافظة حضرموت. يستقبل المستشفى عشرات الحالات الإسعافية بشكل شبه يومي جراء الحوادث المرورية على الخط الدولي.


لا تقتصر خدمات المستشفى المتواضعة على أهالي مديرية أحور ومرتادي الطريق الدولي الذين يتعرضون للحوادث المرورية في أغلب الأوقات، بل يستقبل المستشفى أيضًا أعدادًا كبيرة من المهاجرين الأفارقة، ويقدم لهم الرعاية الخاصة، في حين يجد مستشفى أحور نفسه عاجزًا أمام هذا الكم الهائل.


مستشفى أحور، عطفًا على موقعه الاستراتيجي الهام، يحتاج إلى الكثير من الاهتمام من قبل وزارة الصحة والسكان والمنظمات المانحة والمؤسسات الداعمة، لكي يستطيع أن يؤدي وظائفه الصحية للمرضى، ويغنيهم عن السفر إلى خارج المديرية للتداوي، ويساهم في سد ثغرة عميقة في جسد المواطن المكلوم في ظل ظروف معيشية صعبة.


المطالبات بترفيع مستشفى أحور من كونه مستشفى ريفيًا إلى مستشفى مركزي، ودائمًا ما يكون الموقع الجوهري هو حجر الزاوية، لذلك يُعد مستشفى أحور أحد أهم المستشفيات التي يجب الاهتمام بها، وتحديد أهم احتياجاته من خلال نزول لجنة من وزارة الصحة للتعرف على المأساة الحقيقية التي يعيشها المستشفى.


في مستشفى أحور، هناك مرضى يحتاجون إلى الأكسجين لكي تعود نبضات الحياة إليهم، وآخرون يحتاجون إلى سيارات إسعاف مزودة بخدمات طبية لإنعاش حياتهم. أعداد المصابين في الحوادث المرورية أحيانًا تفوق إمكانيات المستشفى وجهود مدير الصحة، الذي لا يتوانى إطلاقًا في مد يد العون الشخصية.


غرفة الطوارئ المتواضعة تكتظ في الغالب بمصابي الحوادث المرورية، ولا تتوفر بها أسرّة كافية، ولا كادر طبي مؤهل، ولا إسعافات أولية، ولا سيارات إسعاف. أنين وصيحات المصابين من الرجال والنساء والأطفال تدمي القلوب، وتبكي العيون، وتكسر الخواطر. مشاهد قاسية يندى لها جبين الإنسانية.


مدير مكتب الصحة بذل ولا يزال يبذل جهودًا كبيرة وفق إمكانياته المتاحة وعلاقاته الشخصية. استطاع أن يعيد لمستشفى أحور شيئًا من النشاط، ولكن ما ينقص المستشفى كثيرٌ وكثيرٌ في كل الجوانب الصحية. لطالما ناشد وطالب وتابع في سبيل إيجاد حلول جذرية لما يعانيه المستشفى، لكن جميع تلك الوعود لم نرَ منها شيئًا يُذكر.