آخر تحديث :الخميس-09 أكتوبر 2025-08:48م
وفيات

الشهيد عبدالله ناصر دهول.. رجل بألف رجل.. رحمة الله تغشاه

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - 04:39 م بتوقيت عدن
الشهيد عبدالله ناصر دهول.. رجل بألف رجل.. رحمة الله تغشاه
كتب / أحمد سالم شيخ العلهي.

من الشخصيات المجتمعية في منطقة آل حسنة، مديرية مودية قرية قاع العسل،

ولد الشهيد البطل عبدالله ناصر دهول في العام 1940م.

هذا الرجل الهمام، والذي مر على استشهاده اكثر من نصف قرن من الزمان رحمه الله رحمة الأبرار..

تربى في بيت جود وكرم، وشهامة..

منذو نعومة اظافره رحمه الله، تحلى بالشجاعة والإباء وعفة النفس..

أختلف عن أقرانه منذ الصغر..يحب الخير والحق، ويبغض الباطل والضيم، ولايرتضيه لنفسه ولا لغيره أبدا"..

ممارواه لي المرحوم جدي عبدالله احمد الوليدي عنه قال..في منتصف الخمسينيات وعمر الشهيد دهول لايتجاوز 16عاما"،

ذهبنا الى صنعاء بسيارتي الأنتر ناشنال أنا والشهيد دهول،ننقل بضاعة من عدن الى صنعاء..وفي تلك الايام لم تكن هناك محطات بترول على الطريق،بل كنا نحمل براميل الوقود معنا من عدن..

وتوقفنا في ذمار للراحة والمبيت..

وعندما هممنا بالنوم، تسلل مجموعة من اللصوص على متن السيارة ليسرقوا الوقود..

وعندما شاهدهم الشهيد دهول، صاح عليه واشتبكنا معهم، ولكنهم غلبونا نتيجة كثرتهم وخذلان اصحابنا لنا.

اغمي علينا، ولم نفيق الا ونحن في دشمه مثخنين بالدماء والجراح.

تأثرت كثيرا" من حالة دهول وهو يئن من الالم، وقلت له ياولدي أنا مالومك انت لازلت ولد صغير ..لماذا تعرض نفسك للمخاطر..

ورد عليه يالوماه وياعيباه، ياعم عبدالله رأسي قبل راسك..وأفداك بروحي، وانت بمقام ابي.. قص لي القصة الجد عبدالله وهو يذرف الدموع..وقال غبني عليه يسوى الف رجل ألف رحمة عليه لاقبره.

مرت الأيام والسنين، وشب عود الشهيد دهول، وتفجرت الثورة، والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني.

وماكان المكان الطبيعي لهذا الصديد الهمام،إلا ان يكون في قلب الحدث.. مناضل ومجاهد مع أخوانه الأحرار..

شارك بكل همة وشجاعة وشرف في الكفاح المسلح،وكان قائد ميداني لأحدى الفرق الاربع في جبهة التحرير..

وعندما استقلت البلاد من نير المستعمر، وبدأ الصراع الداخلي بين الثوار..

آثر شهيدنا البطل الإنسحاب عن المشهد..

أستدعاه المرحوم محمد علي هيثم ليسأله عن موقفه..ورد قائلا"..كلنا أخوة وانا ليس لي ناقة ولاجمل في ما آلت اليه الامور..

رجل شريف لم يطمح في مال او مصلحة شخصية مطلقا"..

أنسحب بصمت من المشهد..وعاد الى كنف اسرته، وعمل كسائق على سيارة والده ينقل البضائع الى كل المحافظات..

يعمل بكد وبجهد وعرق، لكسب اللقمة الحلال،لعائلته الكريمة..

كان ابو ناصر الف رحمة عليه رجل مواقف، شامخ شموخ الجبال.اجتمعت فيه صفات الجود والكرم والشجاعة والإباء..

كان سند وعون لكل من التجى اليه..

قص لي عنه والدي رحمه الله وقال: كان الشهيد عبدالله دهول أكثر مايبغض الجبن والبخل..

قال كل من عاشروه يقولوا، لايوجد في قاموس حياته شي اسمه الجبن والخوف، او البخل والشح..

ياابني ولد الشهيد دهول شجاعا" مقداما" جوادا"كريما"بالفطرة..

ترجل الرجل الشاب عن صهوة جواده في عمر 29سنة، شاب في مقتبل العمر.

وفي موقف بطولي قل نظيره، واثناء السفر بسيارته، مع مجموعة من اصحاب سيارات النقل،من عتق، تعرضوا في منطقة العبر الى كمين من قطاع الطرق واللصوص، وطلبوا منهم إن يسلموا سياراتهم واسلحتهم، مقابل سلامتهم..

سلموا الاغلبية وخذلوا الشهيد..ولكن دهول الرجل الذي لايتهيب الموت، رفض رفضا" قاطعا"، وبدا الاشتباك، ومما يقال من مرافقه، انه قتل اثنين من اللصوص.

وفي لحظة غادرة، استدار احد اللصوص من الخلف للشهيد دهول، وطعنه طعنة غادرة، على اثرها فارق الحياة شهيدا" دون ماله،

مات شامخا" سامقا"كشجرة السنديان جذورها ثابته في الارض وفروعها في السماء.

هكذا هم الابطال الاشاوس، والشهيد دهول نموذج يحتذى به.. رجل قدم روحه ودمه رخيصة، لأجل الكرامة والغيرة الرجولة، ويوم استشهاده زغردت له النساء في منطقتنا كلها.فرحمة الله عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حي..

وبمثل هؤلاء الرجال الميامين، يحق لنا ان نعتز ونفخر...

ألى جنة الخلد ياابا ناصر ولانامت أعين الجبناء..

ك

بقلم / أبو معاذ أحمد سالم شيخ العلهي.

فرعان/مودية.