في خطوةٍ وُصفت بأنها صفعة سياسية موجعة لمليشيا الحوثي وإيران، أصدرت حركة حماس بيانًا أعلنت فيه قبولها بخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلام، موجّهة شكرًا رسميًا للرئيس الأمريكي دون أي إشارة إلى الحوثيين أو مزاعم دعمهم للقضية الفلسطينية.
البيان الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، كشف — بحسب مراقبين — زيف الخطاب الحوثي الذي طالما استخدم شعار “المقاومة” لتبرير حربه ضد اليمنيين وتدمير مؤسسات الدولة، متسترًا خلف شعارات “القدس” و“غزة”.
وأكد البيان أن حماس لم تذكر الحوثيين لا من قريب ولا بعيد، رغم أن إعلام الجماعة يروّج منذ سنوات بأنها “تحارب من أجل فلسطين”. وأوضح محللون أن هذا التجاهل يعكس قناعة حماس بأن الحوثي لم يكن يناصرها بل يستغل اسمها لتحقيق مكاسب سياسية تخدم المشروع الإيراني في المنطقة.
وبينما كانت حماس تُعلن شكرها لترامب والولايات المتحدة، كانت الطائرات الأمريكية تقصف مواقع الحوثيين في البحر الأحمر، في مشهدٍ وُصف بأنه “أكبر مفارقة في تاريخ ما يسمى بمحور المقاومة”.
ويرى متابعون أن هذا التطور أسقط آخر أقنعة الحوثيين، وكشف حقيقة مشروعهم القائم على الخداع والمتاجرة بالقضايا العربية، مؤكدين أن “من يرفع شعار الموت لأمريكا في صنعاء، يترجّى وساطتها في الكواليس”.
وأضافت التحليلات أن بيان حماس وضع حدًا لأسطورة الحوثي كمقاوم، بعد أن أصبح واضحًا أن كل عملياته العسكرية لا تمت لفلسطين بصلة، بل هي أدوات بيد طهران لإشعال الفوضى في اليمن والمنطقة.
وختمت المصادر بالقول إن الحوثي يعيش اليوم عزلة سياسية ومعنوية، بعدما تبرأت منه حتى الشعارات التي اختبأ خلفها سنوات طويلة، بينما “القدس” التي زعم أنه يقاتل من أجلها لم تعره أي اهتمام، بل تركته يغرق في أوهامه داخل كهوف صنعاء.