تحل اليوم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد الإعلامي والشاعر أحمد بوصالح، أحد أبرز الأصوات الإعلامية الشبوانية، الذي ارتقى شهيداً في العاشر من أكتوبر عام 2021 إثر تفجيرٍ غادرٍ استهدفه أثناء تأديته واجبه المهني، في حادثةٍ هزّت الأوساط الصحفية والثقافية داخل محافظة عدن وخارجها.
أربعة أعوام مضت على رحيله، ولا تزال ذكراه حاضرةً بقوة في وجدان زملائه ومحبيه، لما تركه من إرثٍ مهنيٍ وأدبيٍ وإنسانيٍ كبير. فقد كان بوصالح، رحمه الله، صحفياً صادق الكلمة، وشاعراً مرهف الإحساس، جمع بين قوة الموقف وجمال العبارة، وسخر قلمه للدفاع عن قضايا الإنسان والوطن.
في كل مناسبة تمر، يجدد زملاؤه في صحيفة عدن الغد الحزن والفخر معاً؛ الحزن على فقد قامة إعلامية فريدة، والفخر بما قدّمه من عطاءٍ وإبداعٍ ترك أثراً لا يُمحى في مسيرة الصحافة المحلية. فقد تميز الشهيد بأسلوبه الهادئ والعميق في تناول الأحداث، وبشجاعته في قول الحقيقة دون تردد، وبالتزامه الدائم بميثاق الشرف الإعلامي.
لقد كان الشهيد أحمد بوصالح نموذجاً للإنسان المتواضع، والزميل النبيل الذي حمل هموم مجتمعه بقلبٍ كبير وروحٍ مسؤولة. لم يكتب يوماً بحثاً عن شهرةٍ أو مصلحة، بل عن قناعةٍ راسخة بأن الكلمة الصادقة يمكن أن تكون سلاحاً في وجه الفساد والظلم والإرهاب.
رحل أحمد بوصالح جسداً، لكنه باقٍ بما خطّه من مقالاتٍ وقصائدٍ ومواقفٍ، ستظل شاهدةً على مسيرته النقية ورسالة الإعلام التي آمن بها حتى آخر لحظة من حياته.
رحم الله الشهيد أحمد بوصالح، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وزملاءه الصبر والسلوان.
ستبقى ذكراه منارةً مضيئة في سماء الإعلام اليمني، ورمزاً خالداً للتضحية في سبيل الكلمة الحرة.
ً