آخر تحديث :السبت-11 أكتوبر 2025-02:48م
أخبار وتقارير

وفاة الفنان اليمني علي عنبة في القاهرة بعد 18 يومًا من مغادرته صنعاء.. ورحيله يفضح قسوة جماعة الحوثي ضد الفنانين

السبت - 11 أكتوبر 2025 - 11:42 ص بتوقيت عدن
وفاة الفنان اليمني علي عنبة في القاهرة بعد 18 يومًا من مغادرته صنعاء.. ورحيله يفضح قسوة جماعة الحوثي ضد الفنانين
((عدن الغد))خاص

خيم الحزن العميق على الأوساط الفنية والشعبية اليمنية عقب إعلان وفاة الفنان الشعبي المعروف علي عنبة في العاصمة المصرية القاهرة، بعد 18 يومًا فقط من مغادرته اليمن، في رحلة اضطر إليها هربًا من التضييق والمضايقات التي يتعرض لها الفنانون في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.


وبحسب مقربين من الراحل، فقد غادر الفنان علي عنبة صنعاء قبل أقل من ثلاثة أسابيع بعد أن ضاق به الحال، إثر حملات متكررة استهدفت الفنانين والمبدعين، ومنعت إقامة الحفلات والمهرجانات، وفرضت رقابة صارمة على كل ما يمت للفن بصلة، في مسعى لخنق الحياة الفنية في البلاد.


عنبة، الذي لم يغادر اليمن قط طوال حياته، اضطر لأول مرة إلى الرحيل عنها قسرًا، بعد أن أُغلقت أمامه كل أبواب الغناء والعمل، ليختار القاهرة ملجأً مؤقتًا، أملاً في استعادة صوته ومساحته الحرة، لكنه لم يمهله القدر طويلًا، إذ فاضت روحه بعد أيام قليلة من وصوله.


كان الفنان الراحل واحدًا من رموز الفن الشعبي اليمني، الذين حملوا هوية البلاد على أوتار العود، وغنّوا بصدقٍ ووجدانٍ لليمن وأهله البسطاء. شكّل مع رفاقه من الفنانين الشعبيين وجدان جيلٍ كاملٍ من اليمنيين الذين وجدوا في أغانيه البسيطة والمليئة بالدفء انعكاسًا لحياتهم وأفراحهم وأحلامهم الصغيرة.


رحيل علي عنبة فجّر موجة غضبٍ وتعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حمّل ناشطون جماعة الحوثي المسؤولية المعنوية عن وفاته، نتيجة ما وصفوه بـ"الاضطهاد الثقافي" الذي تمارسه الجماعة ضد الفنانين والمبدعين. وأكدوا أن سياسات الجماعة القمعية تجاه الفنون والثقافة هي السبب في هجرة وإخماد أصوات يمنية كثيرة خلال السنوات الأخيرة.


قال أحد أصدقائه المقربين: "علي عنبة مات من الهم قبل أن يموت من المرض.. كان يشعر أن وطنه لم يعد يحتمل صوته".


يرحل علي عنبة بعد مسيرة فنية امتدت لعقود، ملأ فيها قلوب الناس حبًا وسعادة، وظل حتى أيامه الأخيرة يؤمن أن الفن رسالة حياة، وأن الفنان هو ضمير الوطن. برحيله، تفقد اليمن آخر الأصوات الشعبية الأصيلة التي ظلّت وفيّة لترابها رغم الألم والجوع والقهر.


رحم الله الفنان علي عنبة، وغفر له، وألهم أسرته وجمهوره الصبر والسلوان.

لقد رحل صوته، وبقي صدى فنه شاهدًا على زمنٍ جميلٍ تحاربه الحرب وتخنقه الكراهية.