آخر تحديث :السبت-11 أكتوبر 2025-11:58م
أخبار وتقارير

شفاء باحميش.. رائدة الاعمال الخيرية التي لم تتعب في زمن الحرب

السبت - 11 أكتوبر 2025 - 09:37 م بتوقيت عدن
شفاء باحميش.. رائدة الاعمال الخيرية التي لم تتعب في زمن الحرب
((عدن الغد))خاص

في مدينة أنهكتها الأزمات ودفعت بأبنائها إلى أقصى حدود الصبر، تبرز شفاء سعيد باحميش كنموذج مضيء للعمل الإنساني والاجتماعي في محافظة عدن. فبينما انشغل الكثيرون بصراعات السياسة، ظلت هذه السيدة تكرّس وقتها وجهدها لخدمة الناس، تؤمن بأن بذرة الخير قادرة على النمو حتى في أكثر البيئات قسوة.


منذ سنوات الحرب الأولى، وقفت شفاء في الميدان، لا خلف المكاتب، لتكون أول من يمد يده للمتضررين، سواء عبر مبادرات الإغاثة أو عبر مؤسستها “لحظة أجر” التي تحولت إلى مظلة إنسانية تجسد روح العطاء. لم تكن تنتظر تمويلاً ولا أضواءً إعلامية، بل كانت ترى أن الفعل الإنساني الحقيقي يبدأ من الميدان، من الوجوه المنسية التي تبحث عن الأمل.


عرفت شفاء بشجاعتها في قيادة العمل الطوعي النسوي في عدن، وبقدرتها على كسر القيود الاجتماعية التي كانت تحد من مشاركة المرأة في المجال العام. فهي ليست فقط مؤسسة لمبادرات مجتمعية، بل أيضًا صوت نسوي مؤثر ووسيط سلام يسعى إلى رأب الصدع بين المجتمعات المحلية والسلطات الرسمية، من خلال مشاريع بناء الثقة ودعم الشراكة المجتمعية.


إلى جانب عملها الإنساني، تعد شفاء باحميش أحد الوجوه النسوية البارزة في مسار تعزيز العدالة الاجتماعية، حيث شاركت في لجان الوساطة المجتمعية، وساهمت في برامج لحماية المرأة والطفل، وفي حملات توعية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما عملت على تمكين الشابات في مجالات الصحة والتعليم وريادة الأعمال، مؤكدة أن “السلام لا يُبنى فقط باتفاقات سياسية، بل بتغيير الوعي وتمكين الإنسان”.


وبفضل نشاطها الدؤوب وصدق التزامها، أصبحت شفاء نموذجًا يُحتذى به في عدن، تذكرها الأسر الفقيرة بالجميل، ويشهد لها الميدان قبل الكلمات. ففي كل حي وشارع تركت بصمتها، وفي كل مبادرة خيرية كانت روحها حاضرة.


الناشطة شفاء باحميش لم تكن مجرد فاعلة خير، بل أصبحت رمزًا للمرأة العدنية التي تواجه الحرب بالعطاء، وتكسر رتابة الألم بابتسامة ويد ممدودة لكل محتاج. في زمنٍ يعاني فيه الناس من الفقر والانقسام، بقيت هي شاهدةً على أن الخير لا يموت، وأن في عدن نساءً يصنعن الأمل بصمت، وبقلوب لا تعرف الانكسار.